للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبيلة بني إبراهيم والتفوا على الجازاني، وجرى منهم ما تقدم ذكره، وغلب القضاء والقدر في هذا الأمر. والحكم لله فيما يريد.

[سنة اثنتي عشرة وتسعمائة (١٥٠٦ - ١٥٠٧ م)]

فيها - في المحرم - جاءت الأخبار من الكرك بأن أهل الكرك قد وثبوا على النائب الذي توجه إليها، فخرج منها هاربا وأتى إلى غزة، وسبب ذلك أن نائب الكرك لما تولى عليها أراد أن يظهر له حرمة، فشنق حاجب المدينة وأخاه وأولاده، فما طاق ذلك أهل الكرك ووثبوا عليه، فلما بلغ السلطان ذلك تغير خاطره على نائب الكرك، ورسم بنفيه إلى القدس بطالا.

وفيه كبا الفرس بالأمير طراباي رأس نوبة النوب وهو يضرب الكرة مع السلطان فانزعجت يده، ومات الفرس الذي كان تحته، فأنعم السلطان عليه بفرس غيرها.

وفيه، في يوم عاشوراء، أمر السلطان بأن تجمع الفقراء والحرافيش عند سلم المدرج، فاجتمع هناك الجم الغفير من الفقراء والحرافيش، ونزل السلطان بنفسه، ووقف وهو راكب على فرسه تحت سلم المدرج، وصار يعطي لكل إنسان من الفقراء من رجل وامرأة، وكبير وصغير، أشرفيا ذهبا، فوقع الازدحام بين الفقراء، حتى قتل منهم في ذلك اليوم ثلاثة أنفار، من شدة ازدحامهم، فكان كما يقال في المعنى:

فيا له من عمل صالح … يرفعه الله إلى أسفل

وقيل إنه فرق في ذلك اليوم نحوا من ثلاثة آلاف دينار، فارتفعت الأصوات له بالدعاء، فلما رأى ازدحام الفقراء، لم ينزل مرة أخرى، ولم يفرق شيئا، وكان قصده يفرق على الفقراء مرة أخرى.

وفيه خلع السلطان على ملاج وأعاده إلى نيابة القدس، كما كان أولا، وأضاف إليه نيابة الكرك والتحدث على مدينة لد والرملة، وكان ملاج غير مشكور السيرة سيئ التدبير في أفعاله.

وفيه حضر نجاب من مكة، وأخبر أن طائفة بني إبراهيم قد دخلوا تحت طاعة أمير مكة، وتلاشى أمر يحيى بن سبع، فلم يثق السلطان بذلك.

وفي ثامن عشرينه طلع ابن أبي الرداد ببشارة النيل، وجاءت القاعدة سبع أذرع وعشر أصابع أرجح من النيل الماضي بعشر أصابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>