للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عنده معرفة بأحوال السلطنة، كفئا للملك، كثير البر والصدقات، وله معروف وآثار

لكنه كان عنده طمع زائد في تحصيل الأموال، محبا لجمع الأموال من المباشرين وغيرهم.

ومما أنشأه من العمائر في أيامه المدرسة التي عند سوق الوراقين، والمدرسة التي في الصحراء التي دفن فيها، والمدرسة التي في خانقاه سرياقوس، وعمر الوكالة التي في الصليبة والربعين اللذين بها وله انشاءات كثيرة بالديار المصرية وغيرها. وكان الأمير حاسوك شادا على عمائره.

وخلف من الأولاد صبيين وهما يوسف وأحمد. وكان من أزواجه خوند جلبان وهي أم ولده يوسف، وخوند فاطمة بنت الظاهر ططر، وخوند بنت الأتابكي يشبك الأعرج، وأرسل فأحضر بنت ابن عثمان ملك الروم لكنه لم يدخل عليها. وكان خيار ملوك الجراكسة كما قيل في المعنى:

قالوا فهل جاد الزمان بمثله … قلت الزمان بمثله لشحيح

وأما من توفي في أيامه من الأعيان فهم قاضي القضاة الهروي، وقاضي القضاة علاء الدين بن مغنى الحنبلي، وقاضي القضاة التفهني الحنفي، والشيخ ناصر الدين الديري الحنفي، وابن النقاش من أعيان علماء الشافعية، والشيخ شهاب الدين المقريزي المؤرخ، والأتابكي بيبغا المظفري، وغير ذلك من الأعيان.

- الملك العزيز أبو المحاسن الدقماقي الظاهري

هو الملك العزيز أبو المحاسن جمال الدين يوسف، ابن الملك الأشرف برسباي الدقماقي الظاهري، وهو الثالث والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو التاسع من ملوك الجراكسة وأولادهم في العدد.

بويع بالسلطنة بعد موت أبيه الملك الأشرف في يوم السبت ثالث عشر ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، وتسلطن وله من العمر نحو أربع عشرة سنة، وتلقب بالملك العزيز. وأمه أم ولد جركسية تسمى جلبان.

فلما بايعه الناس بالسلطة جلس على سرير الملك، وحمل الأتابكي جقمق القمة والطير على رأسه من باب الستارة إلى القصر الكبير. فلما جلس باس له الأمراء الأرض، فاستقر بالأتابكي جقمق القبة والطير على راسه من باب الستارة إلى القصر الكبير. فلما جلس باس له الأمراء الأرض، فاستقر بالأتابكي جقمق العلائي نظام المملكة وصاحب الحل والعقد.

<<  <  ج: ص:  >  >>