للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شنيعة لم تجر في سالف الأزمان، وقتل فيها جماعة من الأمراء والعسكر والمماليك السلطانية في فتنة ابن عثمان، وقتل فيها من أهل مصر سبعة أيام، وقتل فيها ثلاثة سلاطين وهم: الأشرف الغوري، والأشرف طومان باي، والظاهر قانصوه - قتل في البرج بثغر الإسكندرية - وتعير فيها ثلاث دول، وخربت فيها دور كثيرة، ونهب فيها أموال وقماش لا يحصى، وتيتم فيها أطفال، وترملت فيها نساء، وجرت فيها مفاسد كثيرة لم يسمع بمثلها، ولم تقاس أهل مصر شدة أعظم من هذه إلا في زمن يختنصر البابلي، فإنه خرب مصر وأحرقها حتى أقامت أربعين سنة خرابا. فكان النيل يطلع ويهبط، ويفرش على الأرض فلا يجد من يزرع شيئا من أراضيها. وهذا كله بتقدير الله تعالى فنسأل الله تعالى حسن الخاتمة، ورد العاقبة إلى خير.

وقد وقفت على كتاب تأليف الشيخ جلال الدين السيوطي عليه، ذكر فيه "أن ي هذا القرن يبدو الخراب في مصر في سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، ثم يتزايد الأمر إلى سنة خمسين وتسعمائة، فيقع فيها فناء عظيم، حتى يفنى من أهل مصر نحو النصف".

وقد ظهرت علامة ذلك في هذه السنة. ومن أعظم مساوئ ابن عثمان إخراج أعيان الرؤساء بالديار المصرية، ونفيهم إلى اسطنبول، ونحن نذكر منهم ما تيسر فنقول:

[ذكر من توجه في هذه السنة إلى القسطنطينية من أعيان رؤساء الديار المصرية]

وهم: مولانا أمير المؤمنين المتوكل على الله ابن المستمسك بالله يعقوب، وأولاد ابن عمه سيدي خليل، وهما: أبو بكر وسيدي أحمد، ثم المقر العلائي على ابن الملك المؤيد أحمد بن الأشرف أينال.

ومن أولاد الأمراء: الشرفي يونس بن الأتابكي سودون العجمي، والجناب الناصري محمد بن العلائي علي بن خاص بك صهر الأشرف قايتباي. ومن الأمراء بيبردي بن كسبان الذي كان باش المجاورين بمكة أحد الأمراء العشراوات، وقراكز الجمكي أحد الأمراء العشراوات، وقانصوه القيم باش المدينة الشريفة، وجماعة من المماليك السلطانية الذين كانوا مجاورين بمكة المشرفة، وجان بك دوادار الأمير طراباي.

ومن أولاد الناس: الشهابي أحمد بن البدري حسن بن الطولوني معلم المعلمين، ويوسف بن أبي الفرج الذي كان نقيب الجيش، ويحيى بكار الذي كان دوادار الوالي.

ومن نواب السادة الشافعية: الشيخ زين العابدين بن قاضي القضاة كمال الدين الطويل، والشيخ شرف الدين بن دوق، والشيخ شمس الدين الحلبي والشيخ شمس الدين بن وحيش، والشيخ كمال الدين بن مظفر، والشيخ بدر الدين البلقيني، والشيخ برهان الدين الأبناسي،

<<  <  ج: ص:  >  >>