للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أنه في يوم الاثنين عمل السلطان الموكب، وقبض في ذلك اليوم على جماعة من الخاصكية الذين هم من عصبة الأمير سلار النائب - وهم: يلبغا التركماني، وخاص ترك العلائي، وبكتمر الفارسي - فرسم لهم السلطان بأن يتوجهوا إلى القدس، فعز ذلك على الأمير سلار.

وفيها أظهر صاحب اليمن - وهو الملك المؤيد هزيز داود - المخالفة للسلطان، ومنع ما كان يرسله في كل سنة من الهدايا والتقادم إلى السلطان، فعز ذلك على الملك الناصر، وعين له تجريدة، وشرع في عمارة مراكب تسمى جلبات، وعين جماعة من الأمراء والمماليك السلطانية. فلما شرع في ذلك دخل الشتاة فأهمل هذا الأمر وبطل.

[سنة ثمان وسبعمائة (١٣٠٨ م)]

فيها جاءت الأخبار من حلب بحركة التتار. فلما بلغ السلطان ذلك عين تجريدة وبها جماعة من الأمراء المقدمين وهم: الأمير جمال الدين أقوش الموصلي المسمى قتال السبع، وهو صاحب الغيط المنسوب إليه، والأمير شمس الدين الدكز السلحدار، وعين جماعة من الأمراء والطبلخانات والعشراوات والمماليك السلطانية، ورسم لهم بأن يتقدموا ويقيموا في مدينة حلب إلى أن يصير من أمر التتار ما يكون. فلما شرعوا في أمر السفر، وهموا بالخروج إلى حلب، جاءت الأخبار من عند نائب حلب بأن التتار وقع بينهم خلف ورجعوا إلى بلادهم، فبطل أمر التجريدة.

ثم أن السلطان أظهر أن يحج في تلك السنة، وعبي له سنيحا عظيما. فلما كان في يوم السبت خامس عشرى شهر رمضان من السنة المذكورة خرج السلطان من القاهرة، وصحبته جماعة من الأمراء، وهم الأمير عز الدين أيدمر الخطيري استادار العالية، وهو صاحب الجامع الذي في بولاق، والأمير حسام الدين لاجين قرا أمير مجلس، والأمير آل ملك الجوكندار، والأمير بلبان المحمدي أمير جاندار، والأمير أيبك الرومي، والأمير بيبرس الأحمدي، وغير ذلك من الأمراء والطبلخانات والعشراوات والمماليك السلطانية.

فخرج السلطان من القاهرة وتوجه إلى الصالحية فعيد بها عيد الفطر، ثم رحل وأظهر أنه يقيم بالكرك إلى أن يخرج المحمل من القاهرة، فرحل من الصالحية وتوجه إلى الكرك فدخل إليها في يوم الأحد عاشر شهر شوال.

فلما دخل المدينة زينت له زينة عظيمة. ولما وصل إلى خندق قلعة الكرك وقف حتى مدوا له جسرا من الخشب ليعبر عليه. فلما عبر عليه ومشى تكاثرت حوله المماليك،

<<  <  ج: ص:  >  >>