وفيه توفي الشيخ جعفر بن إبراهيم السنهوري الشافعي شيخ القراء بمصر، وكان يقرأ بأربع عشرة رواية. وكان علامة في القراءات.
وفيه جاءت جماعة من تجار الإسكندرية يشكون من نائبها علي باي بأنه جار عليهم بالظلم والمصادرات فأرسل إليه السلطان يحذره من ذلك.
*****
وفي ذي الحجة أنعم السلطان علي سيباي نائب سيس بامرية عشرة، وكذلك كسباي بن أزبك الساقي.
وفيه توفي شعبان الزواوي شيخ القبانيين. وكان علامة في صنعة القبانة والتحرير في الأوزان.
وفيه توفي سليمان بن محمد المغربي، وكان فاضلا في علم الميقات وله شهرة في ذلك.
[سنة خمس وتسعين وثمانمائة (١٤٨٩ م)]
فيها، في المحرم، كسفت الشمس كسوفا تاما حتى أظلمت الدنيا، وثارت عقيب ذلك رياح عاصفة حتى فزع الناس من ذلك.
وفيه قدم إلى القاهرة شاه بضاع بن دلغادر، وقد تقدم القول بأنه هرب من قلعة دمشق، وكان مسجونا بها. فلما هرب توجه إلى ابن عثمان والتف على عسكره وملك الأبلستين، واستمر في عصيانه مدة طويلة. ثم وقع بينه وبين ابن عثمان فتنة وقصد قتله ففر منه والتجأ إلى السلطان. فلما جاء إليه أكرمه السلطان وخلع عليه. ثم بعد مدة أرسله إلى منفلوط ليقيم بها وأجرى عليه ما يكفيه فعد ذلك من جملة سعد السلطان وكانت من النوادر.
*****
وفي صفر توفي الطواشي سرور السيفي قراقجا الحسني وكان لا بأس به وتولى رأس نوبة السقاة وغير ذلك.
وفيه كان اقتران المريخ مع زحل فأفرط البرد في تلك الأيام حتى أحرق الأشجار وجمدت المياه. وذكر بعض المنجمين أن هذا الاقتران يدل على وقوع فتن، وأن البرد يستمر أياما متوالية في تزايد من الإفراط، وصار الثلج ينزل في الليل، وينعقد على الجدران بناحية الجيزة، ومات الكثير من الحرافيش من شدة البرد، فكان كما قيل: