ومنها مرافعة عبد العظيم الصيرفي لصلاح الدين بن الجيعان، وعلم الدين المتحدث في الخزانة الشريفة، وبانوب النصراني. وقد صودروا، وأخذ منهم مال له صورة بسبب مرافعة عبد العظيم الصيرفي لهم.
ومنها مصادرة مغلباي الزردكاش، ومباشري الزردخاناه، وجماعة من الزردكاشية.
ومنها مصادرة يوسف بن أبي أصبع الحلبي وكان من أخصاء السلطان.
ومنها مصادرة المعلم يعقوب اليهودي. وصودر تاج الدين بن كاتب الدواليب، وقرر عليه نحو عشر آلاف دينار. وصودر في هذه السنة جماعة كثيرة من أعيان الناس.
ومنها ما وقع لأولاد الناس من أجناد الحلقة وغيرها، في خروج إقطاعاتهم من غير سبب ولا موجب لذلك، فأخرج السلطان في هذه السنة نحوا من أربعمائة إقطاع ورزقة، حتى الرزق التي كانت بيد النساء، وربما تعدلوا إلى الجهات التي هي موقوفة على جهات بر وصدقة ورواح الصالح. وقاست أولاد الناس من المماليك ما لا خير فيه، وصاروا يهجمون عليهم في بيوتهم، ويصربونهم ويبهدلونهم أشد البهدلة والأمر لله. وجرى في هذه السنة من الحوادث ما لا يحصى.
[سنة خمس عشرة وتسعمائة (١٥٠٩ - ١٥١٠ م)]
فيها، في المحرم في رابعه، الموافق لأول يوم من بشنس القبطي، أظلم الجو وأمطرت المساء مطرا غزيرا حتى أوحلت منه الأسواق، واستمرت تمطر يومين متواليين، حتى عد ذلك من النوادر، حيث أمطرت في بشنس.
وفي حادي عشره خرج علاء الدين ناظر الخاص، وتوجه إلى نحو الطور لأجل عمارة المراكب التي أنشأها السلطان هناك بسبب تجريدة الهند.
ومن الوقائع اللطيفة، أنه في يوم الخميس ليلة الجمعة، خامس عشره، نزل السلطان إلى الميدان ونصب به خيمة كبيرة مدورة، وملأ البحرة التي أنشأها هناك من ماء النيل من المجراة التي أنشأها، ثم رسم بجمع كل ورد في القاهرة ووضعه في تلك لبحرة، وجمع قراء البلد قاطبة والوعاظ. وعلق أحمالا بها قناديل، وفرش حول البحرة الفرش الفاخرة، وعزم على القضاة الأربعة وسائر الأمراء من كبير وصغير، وأرباب الوظائف من المباشرين، وأعيان الناس قاطبة، وبات السلطان تلك الليلة بالميدان، وبات عنده الأتابكي قرقماس وجماعة من الأمراء. ومد تلك الليلة أسمطة حافلة، أعظم من سماط المولد، فمد في السماط أربعمائة صحن صيني. ورسم بأن تعمل المأمونية الحموية، وكل قطعة نصف رطل، وكان من الأوز والدجاج والغنم ما لا ينحصر، ومن اللحم ألف