للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللجام، ومشى أمير ركب الأول، ثم لاقاه قضاة مكة وأعيان التار فمشوا قدامه حتى وصل إلى باب السلام، فعد ذلك من النوادر.

ثم أن الشريف بركات أرسل إلى ابن السلطان تقادم حافلة ما بين ذهب عين وقماش ورقيق وغير ذلك، وأرسل لخوند زوجة السلطان أضعاف ذلك، ثم قدم إليه قضاة مكة وأعيان التجار الذين بها التقادم الحافلة، وكذلك الأمير حسين نائب جدة، فدخل على ابن السلطان وخوند من التقادم الحافلة ما لا يحصى، وأشيع أن الشريف بركات واصل صحبة ابن السلطان بركب المحمل، وقيل أن خوند زوجة السلطان لما دخلت إلى مكة حملت محفتها على أكتاف جماعة الشريف بركات من باب المعلة إلى باب السلام، هكذا أشيع فعد ذلك من جملة سعد السلطان. وأشيع لي كتب الحجاج بأن الغلاء بمكة في سائر البضائع، وأن الشاشات والأزر لم يوجدا بمكة لعدمهما جدا.

وفي يوم الجمعة خامس عشرينة توجه الأير طومان باي الدوادار إلى الخانكاه وقد بلغه أن مماليك جراكسة وصلوا صحبة القفل، وأن له أقارب جراكسة صحبة المماليك، وأشيع أن السلطان واصل له أخ جركسي صحبة القفل، فخرج الأمير الدوادار بسبب ذلك.

انتهى ما أوردناه من أخبار سنة عشرين وتسعمائة، وقد خرجت هذه السنة عن الناس على خير وسلامة، وكانت سنة مباركة هادئة من الفتن، وأخصب فيها الزرع ووقع فيها الرخاء في سائر الغلال والبضائع، ولم يقع فيها الطاعون بمصر ولا أعمالها، وحصل فيها نصرة عظيمة لابن عثمان ملك الروم على إسماعيل الصوفي ملك العراقين، وخرجت من مصر تجريدة بسبب حفظ مدينة حلب ورجع العسكر وهم سالمون من تلك الفتنة.

*****

[سنة إحدى وعشرين وتسعمائة (١٥١٥ م)]

فيها في المحرم، افتتاح العام كان يوم الخميس المباكر، وكان خليفة الوقت يومئذ المتوكل على الله محمد بن المستمسك بالله يعقوب، والسلطان يومئذ الملك الأشرف قانصوه الغوري عز نصره.

وأما القضاة الأربعة فكان يومئذ القاضي علاء الدين الأخميمي الشافعي والقاضي شمس الدين السمديسي الحنفي والقاضي جلال الدين بن قاسم المالكي والقاضي شهاب الدين الفتوحي الحنبلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>