ومن الحوادث في هذه السنة أن السلطان خلع على الأمير كراي المنصوري، واستقر به نائب الشام، فأقام بها مدة يسيرة، وأرسل فقبض عليه وأعاد الأمير أقوش الأفرم إلى نيابة الشام وكان بالكرك. ثم أن السلطان قبض على الأمير بكتمر الجوكندار نائب السلطنة بمصر وسجنه، وخلع على الأمير بيبرس الدوادار المنصوري واستقر به نائب السلطنة عوضا عن بكتمر الجوكندار.
وفيها جاءت الأخبار من دمشق بأن نائب الشام والأمير قرا سنقر المنصوري هربا من الشام وتوجها إلى نحو بلاد التتار، وقد بلغهما أن السلطان يروم القبض عليهما فهربا من أجل ذلك.
[سنة اثنتي عشرة وسبعمائة (١٣١٢ م)]
فيها حضر رسل صاحب اليمن وصحبتهم هدايا عظيمة، فقبلها السلطان وأكرم قصاده.
وفيها حضر ملك النوبة إلى الأبواب الشريفة وصحبته هدايا عظيمة، فمن جملة ذلك ألف رأس رقيق وخمسمائة جمل وخمسمائة بقرة خيسية.
وفيها قبض السلطان على الأمير بيبرس الدوادار الذي استقر نائب السلطنة وسجنه واستقر بالأمير أرغون الدوادار الناصري في نيابة السلطنة بمصر عوضا عن بيبرس الدوادار، ثم خلع على الأمير تنكز الحسامي واستقر به نائب الشام عوضا عن أفوش الأفرم. قيل لما تولى الأمير تنكز نيابة الشام جعل السلطان نيابة دمشق أكبر من نيابة حلب - وكانت في قديم الزمان نيابة حلب أكبر من نيابة الشام - ثم خلع على الأمير سودون الناصري واستقر به نائب حلب عوضا عن الأمير قفجق المنصوري.
وفيها عمر السلطان الناصر جامعه المسمى بالجديد الذي عند موردة الحلفاء، وكان النيل يجري من تحته صيفا وشتاء، قيل لما أراد عمارة هذا الجامع نقل حجارته من صنم كان عند قصر الشمع يقال له السرية. قيل كان مقابل ذلك الصنم الذي عند الأهرام في بر الجيزة الذي يقال له أبو الهول. قيل عمل من ذلك الصنم قواعد للأعمدة الكبار التي في الجامع.
وفيها عمر السلطان سور الميدان الكبير الذي تحت القلعة، وابتدأ بعمارة الميدان الكبير الذي عند موردة الجبس بالقرب من خليج أروى.
وفيها حضر مملوك نائب حلب وأخبر السلطان بأن التتار قد تحركوا على البلاد، فلما تحقق السلطان ذلك عرض العسكر وأنفق عليهم فعبوا حالهم في سبعة أيام، ثم خرج السلطان من القاهرة في أوائل شهر رمضان وقصد التوجه إلى حلب بسبب التتار، فلما