للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القضاة شهاب الدين بن حجر في تاريخه: "إن العوام كانت تسمي إبراهيم هذا لما تولى الخلافة" المستعطي بالله "لقذارة نفسه وسوء تدبيره".

[سنة تسع وثلاثين وسبعمائة (١٣٣٩).]

فيها ظهرت بالقاهرة امرأة تسمي الخناقة، وكانت تحتال على النساء والأطفال وتخنقهم وتأخذ ثيابهم، فشاع أمرها بين الناس، فلا زالوا يحتالون عليها حتى أمسكوها وشنقوها على باب زويلة، وكان لها يوم مشهود لما علقت للشنق.

وفي هذه السنة تغير خاطر السلطان على النشو - ناظر الخواص الشريفة - وسلمه للأمير بشناك الناصري حاجب الحجاب يعاقبه. فلما تسلمه عاقبه حتى مات تحت العقوبة، واستصفى أمواله، وكان السلطان قد قرب النشو عنده في أعلى المراتب، وأمن من قبله، فكان كما قال الإمام علي كرم الله وجهه: "من أمسى من الدنيا وهو على جناح أمن أصبح منها وهو على قوادم خوف". فلما مات النشو استقر السلطان بصهر النشو في نظارة الخاص، فجاء أظلم من النشو، وفيه يقول المعمار:

قد أخلف النشو صهر سوء … قبيح فعل كما تروه

أراد للشر فتح باب … فأغلقوه وسمروه

[سنة أربعين وسبعمائة (١٣٤٠ م)]

فيها توفى أنوك ولد الناصر محمد بن قلاون، وكان بديع الجمال مليح الشكل، وكان السلطان يحبه دون سائر اخوته، ومات وله من العمر نحو عشرين سنة، فتأسف عليه السلطان أسفا شديدا. وقد رثاه الصلاح الصفدي حيث قال:

مضيت وكنت للدنيا جمالا … وجرعت النجوم الزهر فقدك

ومن عجب الليالي فيك ألا … يموت أبوك يا أنوك بعدك

وكان الفأل بالمنطق.

وفيها توفي الشيخ فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري. وكان عالما فاضلا ناظما للشعر، وله شعر جيد، فمن ذلك قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>