موفق الدين أبو الفرج، وتوفى الرئيس علاء الدين بن صفير رئيس الأطباء، توفى عند رجوعه من بلاد ابن عثمان، وقد تقدم أن السلطان أرسله إلى ابن عثمان ليطبه.
[سنة سبع وتسعين وسبعمائة (١٣٩٥ م)]
فيها حضر إلى الديار المصرية مملوك الأمير جمال الدين محمود الاستادار وأخبر بأن السلطان خرج من دمشق.
وفي هذه السنة كان مولد شيخ الإسلام الشيخ أمين الدين يحيى الأقصرائي الحنفي، ولد في هذه السنة.
وقد توجه السلطان إلى زيارة بيت المقدس، ثم جاءت الأخبار بعد ذلك بأن السلطان قد وصل إلى الصالحية راجعا.
فلما كان يوم الثلاثاء ثالث عشر صفر وصل إلى القاهرة ودخلها في موكب عظيم، وشق من بين الترب، وفرشت له الشقق الحرير الملون من قبة النصر إلى القلعة، وحملت على رأسه القبة والطير، ولعبوا قدامه بالغواشي الذهب، وضج الناس له بالدعاء … وكان قدامه الخليفة محمد المتوكل والقضاة الأربعة وسائر الأمراء من الأكابر والأصاغر. فلما طلع إلى القلعة خلع على أرباب الوظائف من المباشرين وغيرهم.
وفي هذه السنة، في يوم السبت سادس شوال الموافق آخر يوم من أبيب من الشهور القبطية، زاد الله في النيل المبارك أربعين أصبعا في يوم واحد، ثم في ثاني يوم - وهو أول يوم من مسرى - زاد الله في النيل المبارك اثنين وستين اصبعا، وذلك ذراعان ونصف وأصبعان، فبقي عليه من الوفاء ذراعان. ثم في يوم الوفاء الموافي لثالث يوم من مسرى زاد الله في النيل المبارك خمسين أصبعا فأوفى وزاد أصبعين، فكانت جملة ما زاده في أربعة أيام سبعة أذرع ونصف ذراع وأصبعين، وكان الوفاء في ثالث يوم من مسرى، وهذه الزيادة لم يعهد مثلها فيما تقدم من السنين الخالية، ولا سمع بمثل ذلك، وفي ذلك يقول الشاعر: