للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسعى ابن آدم في قضا أوطاره … والموت يتبعه على آثاره

يلهو وكف الموت في أطواقه … كالكبش يعلب في يدي جزاره

يمسي وقد أمن الحوادث ليله … فلربما تطرقه في أسحاره

من رام ينظر كيف تصبح داره … من بعده فليعتبر بجواره

[سنة ثلاثة وتسعمائة (١٤٩٧ - ١٤٩٨ م)]

كان مستهل المحرم يوم الثلاثاء، ووافق ذلك اليوم يوم النوروز للقبط بموجب تحويل السنة القبطية إلى السنة العربية. فصعد القضاء إلى التهنئة بالشهر والعام الجديد، وبهذه النصرة التي وقعت للسلطان. ولم يحضر الخليفة في ذلك اليوم بسبب أنه كان متوعكا في جسده، وهو مقيم بالقلعة، فنزل إلى داره في محفة، وكان ذلك ابتداء ضعف الموت.

وفي ذلك اليوم خلع السلطان على برهان الدين بن الكركي الإمام، وقرره في قضاء الحنفية عوضا عن ناصر الدين بن الأخميمي بحكم وفاته، وهذه أول ولاية ابن الكركي.

وخلع على الشيخ سري الدين عبد البر بن الشحنة، وقرره في مشيخة المدرسة الأشرفية، عوضا عن البرهان الكركي، فلم يقم بها عبد البر غير ثلاثة أشهر، وأعيد إليها ابن الكركي، مضافا لما بيده من قضاء الحنفية.

وفيه تخوف السلطان على نفسه من الأمراء، فأحضر لهم المصحف العثماني، وحلف عليه الأمراء الذين هم من حزب قانصوه خمسمائة، بأنهم لا يخونونه قط ولا يغدرون به ولا يركبون عليه، وهذا رابع يمين حلفه السلطان للأمراء على المصحف العثماني … وكل أيمانهم كانت كاذبة فاجرة.

وفيه عمل السلطان الموكب، وخلع على جماعة من الأمراء منهم: المقر السيفي قانصوه خال السلطان وقرره في الدوادارية الكبرى، عوضا عن أقبردي بحكم هروبه.

وخلع على كرتباي الأحمر وقرره في أمرية السلاح وخلع على جان بلاط بن يشبك وقرره في نيابة حلب، وخرج إليها عن قريب.

وفيه دخل مبشر الحاج، وهو شخص من العرب، وقد تأخر عن عادته ستة أيام لفساد طريق الحجاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>