فيها، في المحرم، لم يحضر مبشر الحاج وصار الناس في قلق بسبب ذلك، وكان المبشر في السنة المذكورة تاني بك الأبح أحد المماليك السلطانية، فاعترضه بعض العربان في أثناء الطريق، وأعاقوه عندهم أياما.
وفيه توفي برهان الدين بن النعمان المحدث، وكان إنسانا حسنا لا بأس به.
وفيه جاءت الأخبار من ثغر دمياط بأنه نزل برد تحت الليل فكان قدر كل بردة مثل بيضة النعام، ونزل بها بردة كبيرة فكانت زنتها خمسة وسبعين رطلا بالمصري، فقتل بسبب ذلك بهائم وطيور وغير ذلك، وكان أمرا مهولا.
*****
وفي صفر خرج الأمير أقبردي الدوادار إلى جهة نابلس، وخرجت تجريدة إلى جهة البحيرة، وكان الباش عليها الأمير أزبك اليوسفي رأس نوبة النوب وعدة وافرة من الأمراء العشراوات والجند.
وفيه عاد الطاعون إلى القاهرة ثانيا لكنه كان خفيفا بالنسبة لما قبل ذلك. ومات به جماعة من المماليك والأطفال، ومن كان فر - قبل دخول الطاعون - من القاهرة في السنة الماضية.
وفيه أنعم السلطان على مملوكه قاني باي قرا الرماح بامرية عشرة، ثم بعد ذلك بمدة يسيرة قرره في نيابة صهيون. وقد سعى في ذلك بمال له صورة وقاني باي هذا هو الذي بقي أميرا آخور كبير فيما بعد.
*****
وفي ربيع الأول أنعم السلطان على مملوكه كسباي الشريفي بامرية عشرة.
وفيه عمل السلطان المولد النبوي وكان حافلا على العادة وحضر القضاة الأربعة والأمراء.
*****
وفي ربيع الآخر عين قانصوه خمسمائة أمير آخور كبير في امرية الحاج بركب المحمل، وعين الناصري محمد بن أزبك أمير كبير بالركب الأول.
وفيه جاءت الأخبار من المدينة الشريفة بأنه في ليلة تاسع عشر صفر سقطت صاعقة عظيمة في المسجد الشريف، فأحرقت منه جانبا وتساقطت في تلك الليلة عدة