للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها أقطاعات كثيرة متوفرة، ومنهم من يكون فيها شيء قليل فتأخر من المماليك الجلبان جماعة بلا أقاطيع. وذلك إلى آخر خرج المماليك في السنة المذكورة سنة سبع فعرضهم السلطان فيما بعد وأخرج لهم أقاطيع كانت متوفرة في الذخيرة، ففرقها على المماليك الذين لم يخصهم شيء من الإقطاعات المتوفرة من الطاعون … وصار الديوان يستدعيهم بأسمائهم، والسلطان يعطيهم، ويكتب حتى لم يبق من جلبان قايتباي أحد بلا أقطاع إلا الذين استجدوا من بعد الفصل، وكانت الأقطاعات التي فرقت أكثرها ثلاثون ألفا وأقلها خمسة عشر ألف درهم. والأقطاعات التي توفرت من جماعة المماليك الأينالية فرقها على خشداشينهم الأينالية فوق أقطاعاتهم، والتي توفرت من الخشقدمية أعطاها لخشداشينهم من الخشقدمية. وأعطى لبعض خشداشينه وبعض أولاد الناس ممن كان منزلا بالديوان وهو بالطبقة، أقطاعات خفيفة. واستمرت تفرقة الإقطاعات مدة ثلاثة أشهر.

وفيه أمر السلطان بتجديد عمارة الميدان الناصري، وكان أزبك أمير كبير شادا على العمارة حتى انتهى منه العمل.

وفيه كان وفاء النيل المبارك ونزل أزبك أمير كبير وفتح السد على العادة.

وفيه اختفى تغري بردي الأستادار وقد تغير خاطر السلطان عليه. فلما طال اختفاؤه خلع السلطان على الأمير أقبردي الدوادار وقرره في الاستادارية عوضا عن المذكور، مضافا لما بيده.

وفيه فرق السلطان على جميع العسكر من القرانصة والجلبان وأعطى لكل واحد منهم فرسا وديعة من موجود الذين ماتوا بالطاعون، وذلك لأجل كثرة الخيول وقلة الغلمان لخدمتها.

*****

وفي ذي الحجة جاءت الأخبار من مكة المشرفة بوفاة الخواجا شمس الدين بن الزمن، وكان من مشاهير التجار في سعة من المال، وله بر معروف. وهو صاحب المدرسة التي ببولاق عند الرصيف، وكان دينا خيرا وكان لا بأس به.

وفيه توفي شيخ جبل نابلسي يونس بن إسماعيل وتوفي يوسف بن برد بك العجمي، وكان شابا حسنا لا بأس به، وتوفي علي بن الجمجمة الذي كان مقيما بمصر واختتن مع ابن السلطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>