للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم: الأمير طاز الناصري نائب حلب، والأمير جركتمر المارديني، والأمير قطلوبغا المنصوري، والأمير طشتمر القاسمي، والأمير ملكتمر المحمدي، والأمير أقتمر عبد الغني، والأمير بكتمر المؤمني وهو صاحب سبيل المؤمنين المصلاة الآن، والأمير جردمر، والأمير قرابغا بنخاص - فلما حضروا إلى القاهرة وطلعوا إلى القلعة، خلع عليهم وأنعم لهم بتقادم ألوف، وفرق عليهم الاقطاعات السنية، فلما فعل ذلك وتم أمره في السلطنة أقام مدة يسيرة وهو نافذ الكلمة وافر العقل، فكان كما قيل في المعنى:

لا تركنن إلى الدنيا وان كبرت … فصفوها لك ممزوج بتكدير

ثم جاءت الأخبار من الشام بأن بيدمر الخوارزمي نائب الشام أظهر العصيان، وخرج عن الطاعة، وملك قلعة دمشق، وقتل نائب القلعة … وقد وافقه على ذلك جماعة من النواب.

فلما جاءت هذه الأخبار إلى القاهرة اضطربت الأحوال، وعلق السلطان الجاليش، وأخذ في اسباب الخروج إلى الشام. فلما كان ثاني شعبان من سنة اثنتين وستين وسبعمائة خرج الملك المنصور محمد من القاهرة قاصدا نحو الشام، وخرج صحبته الأتابكي يلبغا العمري وسائر الأمراء، فلما وصل السلطان إلى الشام أرسل له أمانا، فلما نزل من القلعة وقابل السلطان قبض عليه الأتابكي يلبغا وقيده وارسله إلى الاسكندرية. ثم أن السلطان خلع على الأمير على المارديني واستقر به نائب الشام عوضا عن بيدمر الخوارزمي، واستقر بالأمير قطلوبغا الأحمدي نائب حلب، ثم رجع السلطان والأتابكي يلبغا إلى القاهرة، فكان يوم دخوله إلى القاهرة يوما مشهودا، وزينت له المدينة، وطلع إلى القلعة في موكب عظيم.

[سنة ثلاث وستين وسبعمائة (١٣٦٢ م)]

فيها توفي الإمام الخليفة المعتضد بالله أبو بكر ابن المستكفي بالله، وكانت وفاته في ليلة الأربعاء ثامن عشر جمادي الأولى من السنة المذكورة. وكانت مدة خلافته نحو عشر سنين. ولما مات عهد بالخلافة إلى ولده محمد، فولاه السلطان وتلقب بالمتوكل على الله.

وفيها تزوج الأتابكي يلبغا بخوند طولو - زوجة أستاذه الملك الناصر حسن - وما كفاه أنه قتله، بل تزوج بامرأته على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>