فكانت مدة حياته خمسا وسبعين سنة. وكان شاعرا ماهرا وله شعر جيد، فمن ذلك قوله في الغزل:
سبحان مورثه من حسن يوسف ما … لم يبق في الحجر لي والصبر من حصص
أقام للشعراء العذر عارضه … فكم لهم في دبيب النمل من قصص
[سنة اثنتين وستين وستمائة (١٢٦٤)]
وفيها حضر إلى الملك الظاهر بيبرس جماعة من ملوك الشرق يهنئونه بالسلطنة، فمنهم الملك الصالح اسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، وأخوه الملك المجاهد سيف الدين اسحق صاحب الجزيرة، وأخوه الملك المظفر … فلما قدموا على الملك الظاهر أكرمهم وأقرهم على ما بأيديهم من الممالك التي في الشرق.
وفيها ختن السلطان ولده الملك السعيد محمدا، ورسم للأمراء والجند وبقية الرعية أن كل من كان له ولد فليطلع به إلى القلعة حتى يختتن مع ابن السلطان … فأحضر الناس أولادهم فبلغ عددهم نحو ألف وستمائة وخمسة وأربعين ولدا، خارجا عن أولاد الأمراء والأعيان، فرسم لكل واحد منهم بكسوة على قدر مقام أبيه. وأما أولاد الحرافيش فرسم لكل واحد منهم بكسوة، ومائة درهم، ورأس غنم، واستمر المهم عمالا في القلعة سبعة أيام.
[سنة أربع وستين وستمائة (١٢٦٦ م)]
فيها سافر السلطان إلى الشام، وتوجه من هناك إلى صفد فافتتحها، وعمر بها البرج الكبير، ورجع إلى الديار المصرية.
وفيها أخرج السلطان تجريدة إلى مدينة سيس، وكان باش العساكر الأمير عز الدين بيدغان المعروف بسم الموت، والأمير قلاون الألفي، وجماعة من الأمراء والمماليك السلطانية … فخرجوا من القاهرة في موكب عظيم وتوجهوا إلى نحو بلاد الشمال. فلما وصلوا إلى مدينة سيس وحاصروها أعلن أهلها بالأمان، ثم توجهوا إلى قلعة اياس ففتحوا عدة قلاع كانت بيد الأرمن، ثم رجع الأمراء إلى الديار المصرية وهم في غاية النصر بهذه الفتوحات العظيمة التي فتحت على أيديهم وقد هنأ بهذه الأبيات بعض الشعراء الأمير بيدغان عند عوده: