للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشهودا، وزينت المدينة سبعة أيام. ودخل عسكر الفرنج وهم في زناجير وملكهم راكب وعليه آلة الحرب، وكانت هذه النصرة على غير القياس.

وفي هذه السنة كملت عمارة مدرسة السلطان - وهي المدرسة الأشرفية التي عند سوق الوراقين - فلما وقعت هذه النصرة وأسر الملك الفرنج في تلك السنة رسم السلطان بأن تعلق خوذة ملك الفرنج على باب هذه المدرسة لتكون تذكارا له. وهي إلى الآن معلقة في باب هذه المدرسة.

[سنة ثلاثين وثمانمائة (١٤٢٦ م)]

فيها جاءت الأخبار من ثغر الاسكندرية بأن الأتابكي جاني بك الصوفي قد كسر قيده وهرب من السجن. وقيل إن جارية دخلت إليه في السجن وقد تحملت بمبرد لطيف في فرجها، فبرد به قيده وهرب من أعلى حيطان البرج وتدلى في حبل صغير وهرب. فلما بلغ الملك الأشرف ذلك اضطربت جميع أحواله، وصار يكبس البيوت والحارات، وقبض على أصهار جانى بك الصوفي وعاقبهم، وكذلك عياله ومماليكه، وجرى بسبب ذلك على الناس ما لا خير فيه، وصار كل من له عدو يكذب عليه ويقول جاني بك الصوفي مخبأ عنده، فيكبسون عليه بيته وينهبون ماله ويعاقبون ذلك الرجل أشد العقوبة، واستمر الملك الأشرف على ذلك وهو لا يهنأ له عيش حتى ظهر جاني بك في بلاد التركمان عند أولاد قرا يوسف، فعند ذلك سكن الاضطراب من القاهرة.

وفيها قبض السلطان على الصاحب بدر الدين نصر الله وعلى ولده صلاح الدين، وقرر عليهما مالا.

وفيها تولى قاضي قضاة الشافعية العلامة الحافظ شهاب الدين بن حجر الكناني العسقلاني الشافعي - وهو أول ولايته - فنزل من القلعة إلى بيته في موكب.

[سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة (١٤٢٧ م)]

فيها ابتدأ السلطان الملك الأشرف بعمارة مدرسته التي في خانقا سرياقوس، وقد تناهى في رخامها، وزخرفها، ثم عمل فيها خطبة، ولم يعمل مثلها في ذلك المكان وكان أول من خطب فيها الشيخ عبد الرحيم الحموي الواعظ، وقد قرره السلطان في الخطابة بل كان خطيبا في الأشرفية التي عند سوق الوراقين أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>