للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصلى بها الجمعة، وخلع على البنائين والمهندسين الخلع السنية، وأنعم على الفعلة لكل واحد عشرة دنانير، وقال الشيخ جمال الدين ابن نباتة في المعنى:

أمام الورى، هنئت بالجامع الذي … وجدت إلى مبناه سعدا موافقا

دعا حسنه أهل الصلاة لقصده … فلا غرو إن جاء المصلي سابقا

وقيل إن السلطان لما حفر أساس هذه المدرسة وجد في الأرض مالا مدفونا فصرفه على عمارة هذه المدرسة، فعمرت من وجه حل. وقيل لما حفروا أساس هذه المدرسة وجدوا هناك مرساة مركب قيل كان البحر هناك

ومن الحوادث في هذه السنة أن هبت ريح عاصفة من جهة الغرب حتى أظلم الجو ظلمة شديدة، وهدمت الرياح عدة أماكن، وقلعت الأشجار من الأرض بعروشها … واستمر ذلك من أوائل النهار على أن طلع الفجر، فسكن الريح، وأمطرت السماء، وأسفر الجو.

وفي هذه السنة جاءت الأخبار من بغداد بأن القان حسن صاحب بغداد قد توفى إلى رحمة الله تعالى، وتولى أويس ابنه عوضا عنه.

وفيها توفى الشيخ شهاب الدين بن عقيل، والحافظ العلامة مغلطاي.

[سنة ثمان وخمسين وسبعمائة (١٣٥٧ م)]

فيها قتل الأتابكي شيخو العمري أمير كبير. وسبب ذلك أن شخصا من المماليك السلطانية يسمى قطلوقجاه السلحدار غافل الأتابكي شيخو وهو في الايوان في يوم الموكب، فضربه بالسيف في وجهه ثلاث ضربات، فوقع الأتابكي إلى الأرض مغشيا عليه. فلما جرى ذلك قام السلطان من مجلسه وهو مرعوب، فطلع مماليك الأتابكي شيخو وصهره الأمير خليل بن قوصون إلى القلعة، وحملوا الأتابكي شيخو على جنوبة ونزلوا به إلى بيته فوجدوا به بعض رمق، فخبطوا جراحاته، وكان ذلك في يوم الاثنين حادى عشرى شعبان. فلما بات في تلك الليلة في بيته نزل له السلطان ثاني يوم يسلم عليه، فنزل عن فرسه ودخل إلى الأتابكي في المكان الذي كان به، فلما سلم عليه السلطان صار يحلف له أن ذلك لم يكن بعلمه ولا له خبر بما جرى، ثم أن السلطان أحضر ذلك المملوك الذي ضرب شيخو وقال له: "هل أغراك على ذلك أحد من الأمراء؟ "، فقال: "لا والله ما أغراني أحد على ذلك، وإنما قدمت للأمير شيخو قصة بسبب اقطاع، فأخرج ذلك الاقطاع

<<  <  ج: ص:  >  >>