بسبب ذلك، فتوجهوا من القاهرة إلى حلب وراكوا البلاد الحلبية حكم البلاد الشامية، فجميع البلاد المصرية والشامية والحلبية الآن في الروك الناصري.
[سنة خمس وعشرين وسبعمائة (١٣٢٥ م)]
فيها رسم السلطان بابطال الضرب بالمقارع من سائر أعمال مملكته، وكتب بذلك مراسيم شريفة وقرئت على منابر مصر والشام بابطال ذلك.
وفي هذه السنة وقع الغلاء بمصر وسائر أعمالها، وتشحطت الغلال وماجت الناس على بعضها.
وفي هذه السنة أجرى السلطان عين ماء بمكة - وهي العين المعروفة بعين بازان - فحصل لأهل مكة بها غاية النفع، وهي إلى الآن جارية يعم نفعها أهل مكة.
[سنة ست وعشرين وسبعمائة (١٣٢٦ م)]
فيها عمل السلطان الموكب، وقبض على الأمير طشتمر المعروف بحمص أخضر، وقبض على الأمير قطلوبغا الفخري. فأما الأمير طشتمر حمص أخضر فشفع فيه الأمراء، فأفرج عنه السلطان من يومه. وأما الأمير قطلوبغا الفخري فأرسله السلطان إلى دمشق بطالا. واستمر طشتمر ممقوتا عند السلطان فانه كان شديد البأس ظالم الصورة، وفيه يقول المعمار رحمه الله تعالى:
لما طغى طشتمر واعتدى … تفاءل الناس بأفوالها
دنا حصاد الحمص المعتدى … ولم تزل مصر بأفوالها
وفي هذه السنة عمرت القرية المعروفة بالنحريرية من أعمال الغربية، وكان سبب انشائها أن الأمير شمس الدين سنقر السعدي - نقيب الجيوش المنصورة - كانت هذه الأرض في اقطاعه جارية، فعمر بها الأمير سنقر السعدي جامعا وطاحونا وخانا، ثم تزايدت في العمارة وسكن بها جماعة كثيرة من الفلاحين، فبلغ خراجها في كل سنة خمسة عشر ألف دينار، فبلغ ذلك الملك الناصر، فأخذها من الأمير سنقر السعدي وصارت من جملة بلاد السلطان، وتزايدت في العمارة حتى صارت بلدا كرسيا.
[سنة سبع وعشرين وسبعمائة (١٣٢٧ م)]
فيها توفي الأمير سنقر السعدي - نقيب الجيوش - عند حدرة البقر المسماة بالسعدية.