الإيوان، ولم يشعر السلطان بذلك، فبطل ذلك، استمرت من يومئذ تنفق بحضرة السلطان إلى الآن.
ومنها أنه فعل بجماعة من المباشرين وغيرهم الأفعال الشنيعة. منها شنق القاضي ابن المقسى، وتوسيط مجد الدين ابن البقري الأستادار، وغير ذلك مما تقدم ذكره. وقطع يد إبراهيم بن فريعين صيرفي الجامكية وكان في سن الشيخوخة، وعاش بعد ذلك مدة طويلة وهو أقطع. وقد رتب له السلطان ما يكفيه إلى أن مات. وهو أول من أحدث برددارية السلطان، ولم تكن هذه الوظيفة قبل ذلك تعرف، فصارت زيادة مظلمة أخرى.
ومن محاسن الأشرف قايتباي رحمة الله عليه أنه كان في شدة غضبه يستحيل في الحال راضيا، ويزول ما كان عنده من الحدة، وهذه من أجمل الخصال. وبالجملة كانت محاسنه أكثر من مساويه. وكان من خيار ملوك الترك بالنسبة لمن جاء بعده من السلاطين. ولو لم يكن عنده بعض طمع لكان أجل ملوك الجراكسة. وكان من خيارهم ولكن كما يال:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها … كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
وقال بعض الشعراء:
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما … يرجى الفتى كيما يضر وينفع
ولما مات تولى ابنه محمد
- الملك الناصر أبو السعادات
هو الملك الناصر أبو السعادات ناصر الدين محمد ابن الملك الأشرف أبي النصر قايتباي المحمودي الظاهري.
وهو الثاني والأربعون من ملوك الترك وأولادهم في العدد وهو السادس عشر من ملوك الجراكسة وأولادهم بالديار المصرية.
تقدم أنه بويع له بالسلطنة يوم السبت سادس عشرى ذي القعدة سنة إحدى وتسعمائة (١٤٩٦ م).
وقد تقدم أن قانصوه خمسمائة، وكرتباي الأحمر والأمراء الذين يلونهم، لما هجموا على الأمير تمراز بباب السلسلة، قبضوا عليه وقيد وأرسل إلى السجن بثغر الإسكندرية.