ألا يأخذوا من الأخصام أكثر من نصفي فضة، وأن أحدا منهم لا يقرر على أحد رسما
ولو دام كرتباي بمصر لحصل للناس به خير.
وفيه قبض على القاضي أبي المنصور صاحب ديوان أقبردي الدوادار، فتسلمه الأمير جان بلاط الدوادار وضربه ضربا مبرحا، وقرر عليه مالا له صورة.
وفيه خلع على الأمير أقباي الطويل نائب غزة واستمر على نيابته بغزة، وكان أشيع عزله لأنه كان من عصبة أقبردي الدوادار … فلما أراد أن يتوجه إلى غزة أخذ معه أقبردي الدوادار في الخفية، فلما بلغ قانصوه وكرتباي الأحمر أن أقبردي الدوادار خرج صحبة أقباي الطويل، بعثا إليه وإلى الشرطة إلى الخانقاه، ففتشوا حموله حتى الحوايجخاناه، وستر الله تعالى على أقبردي حتى خرج من القاهرة، ولم يظفر به أحد.
وهذا كان سبب خروج أقبردي من مصر وتوجهه إلى غزة، وكبسوا بسببه في ذلك اليوم عدة أماكن ودور بالخانقاه، حتى هجموا هناك الجوامع والزوايا.، وحصل الضرر الشامل بسبب ذلك للناس. وقيل: إنه لما خرج من الخانقاه، فتشوا سنيح الأمير أقباي الطويل أيضا، وكان قد اختفى اقبردي في الدست الكبير الزخمية، لما حملوها على الجمل، فستر الله عليه.
وفيه نزل السلطان الملك الناصر من القلعة، وتوجه إلى القرافة، فزار وعاد إلى القلعة، وهذا أول ركوبه في حال السلطنة.
وفيه حضر الأمير خشكلدي السيفي، وكان مقيما بدمشق من أيام الأشرف قايتباي رحمه الله تعالى. فلما حضر أكرمه السلطان وكان من أمره ما سنذكره في موضعه.
وفيه كثرت الإشاعات بوقوع فتنة، فبادر الأتابكي قانصوه وقبض على جماعة من طائفة الاينالية، نحو ستة عشر نفرا، وأخرجوا مع نقيب الجيش شيئا فشيئا، وتوجهوا نحو البلاد. فكان منهم برد بك المحمدي، وبرقوق، ودولات باي بن عيسى، وآخرون.
وفيه قوي الفحص والتفتيش على أقبردي الدوادار، وهجموا بسببه عدة دور فلم يجدوه، ولم يعلموا أنه خرج صحبة أقباي نائب غزة.
[سنة اثنتين وتسعمائة (١٤٩٦ - ١٤٩٧ م)]
فيها، في المحرم، كان خليفة الوقت يومئذ الإمام المتوكل على الله عبد العزيز العباسي. وكان سلطان العصر يومئذ الناصر أبو السعادات محمد بن الأشرف قايتباي.
والقضاة الأربعة على الحكم الأول كما تقدم … وكان الأتابكي قانصوه خمسمائة، ونظام