فيها تزوج السلطان بنت أزبك خان صاحب الموصل، فحضرت من بلاد الشرق إلى مصر في محفة مرقومة بالذهب، فطلعت إلى القلعة وكان لها مهم عظيم، ودخل عليها السلطان وحظيت عنده.
وفي هذه السنة كانت وفاة الشيخ شهاب الدين محمود أبى الثناء، وكان عالما فاضلا، ناظما ناثرا، وله شعر جيد ونثر رقيق، فمن شعره قوله:
لقد سلبوا نومي ولم تدر مقلتي … وقد سلبوا قلبي ولم تشعر الأعضا
وطلقت نومي والجفون حوامل … فمن أجل ذا في الخد أبقت لنا فرضا
[سنة عشرين وسبعمائة (١٣٢٠ م)]
فيها جرد السلطان العساكر إلى مدينة سيس، فطردوا من كان بها من الأرمن وملكوها، وأقاموا بها نائبا من قبل السلطان ثم رجعوا إلى القاهرة وهم في غاية النصرة.
وفي هذه السنة توفي قاضي القضاة جلال الدين القزويني.
[سنة احدى وعشرين وسبعمائة (١٣٢١ م)]
فيها حجت خوند زوجة الملك الناصر - وهي خوند طغاى أم ولده أنوك - فحج معها القاضي كريم الدين ناظر الخاص، وكان أمير المحمل في تلك السنة الأمير فجليش أمير سلاح وجماعة من الأمراء العشراوات، فخرجت من القاهرة في ثامن شوال، وحجت في محفة مرقومة بالذهب، وسافر صحبتها الكئوسات والعصائب السلطانية، فحجت ورجعت إلى القاهرة في عاشر المحرم، فنزل السلطان إلى تلقيها، فتلقاها من بركة الحاج، ودخلت في موكب عظيم والأمراء مشاة قدام محفتها حتى طلعت إلى القلعة.
وفي هذه السنة جرد السلطان العساكر إلى قلعة أياس ومدينة سيس … وذلك أنه لما رحل عنها عسكر السلطان ورجعوا إلى القاهرة رجعت إليها الأرمن وطردوا النائب الذي كان فيها من قبل السلطان، فلما بلغ السلطان ذلك أرسل إليها تجريدة عظيمة كان بها من الأمراء الأمير طرجي أمير مجلس، والأمير ألماس حاجب الحجاب - وهو صاحب الجامع الذي بالقرب من سوق الغنم - والأمير بهادر آص، والأمير سنجر الجنقدار، والأمير كجكر العلمي، والأمير أقوش الأشرفي، وغير ذلك من الأمراء العشراوات،