للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه خلع السلطان علي داود بن سليمان من أولاد ابن عمر أمير عربان هوارة، وقرره في امرية الوجه القبلي ببلاد الصعيد.

*****

وفي ذي الحجة توفي ابن العبيسي ناظر الأحباس وهو عبد العزيز بن محمد بن محمد بن أحمد العبيسي الشافعي، وكان رئيسا حشما محمود السيرة لا بأس به، وتوفي السيد محمد الشريف القادري أخو زين العابدين، وكان لا بأس به.

[سنة تسع وتسعين وثمانمائة (١٤٩٣ م)]

فيها، في المحرم، صعد القضاة إلى القلعة للتهنئة بالعام الجديد، وصعد أيضا الشيخ جلال الدين الأسيوطي. فلما جلس سأله السلطان عن أي سنة سنها رسول الله ، ولم يفعلها، فلم يجبه الشيخ جلال الدين عن ذلك بشيء مع غزارة علمه وقوة اطلاعه. وكان السلطان عنده كتاب يسمى حيرة الفقهاء، ثم أجاب الشيخ جلال الدين بعد ذلك بجواب حسن كاف في هذه المسألة بأنه قصد بذلك بجواب حسن كاف في هذه المسألة بأنه قصد بذلك الأذان فإنه سنه ولم يفعله، والأصح أنه أذن في وقت وورد في ذلك حديث. وعمل في هذه المسألة كراسا مطولا، وذكر فيه أشياء كثيرة مما سنه النبي ولم يفعله.

وفيه أنعم السلطان على جماعة من مماليكه بامريات عشرة، منهم ماماي جوشن ومصرباي أخو مغلباي وبرسباي العلائي واسنباي الأصم وآخرون.

وفيه وصل الحجاج ولم يثنوا على قانصوه جميلا ولا حمدت سيرته في هذه السفرة، وحكوا عنه أمورا غير صالحة، فإنه رمى الناس وأخذ جمالهم، وترك جماعة منهم بالينبع، حتى أتوا من البحر الملح فيما بعد. وشال له الحجاج راية سوداء وهم داخلون البركة. وما لاقى الحجاج في السنة المذكورة خيرا. وكانت سنة صعبة على الناس من الغلاء، وموت الجمال، واستمر قانصوه خمسمائة في عكس، ولم ينجح أمره من بعد ذلك، حتى كان من أمره ما سنذكره.

وفيه توفي الشيخ جمال الدين يوسف بن جاهين الكركي سبط الحافظ ابن حجر القاهري الشافعي، وكان عالما فاضلا محدثا رئيسا حشما لا بأس به.

وفيه جاءت الأخبار بأن العربان تغلبوا على الكرك والشوبك، وحصل هناك فتن مهولة.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>