وفيه عين السلطان قانصوه المحمدي المعروف بالبرجي أحد الأمراء العشراوات بأن يتوجه قاصدا من السلطان إلى ملك الشرق رستم أحد أولاد حسن الطويل متولي العراقين.
وقد جرى بينه وبين إخوته ما لا خير فيه. حتى ولى بعد أمور وقعت له، فخرج قانصوه المذكور بعد أيام في تجمل زائد.
وفيه جاءت الأخبار من دمشق بأن أهلها قد رجموا النائب قانصوه اليحياوي، وقد ثارت بدمشق فتنة كبيرة.
*****
وفي رمضان نودي بالصوم بعد ضحوة النهار، وقد ثبت الهلال بعد طلوع الشمس بثلاثين درجة. وقد أكل غالب الناس في ذلك اليوم، ولا سيما العوام، فثقل عليهم الإمساك في ذلك اليوم بعد الإفطار.
وفيه جاءت الأخبار من دمشق بوفاة سودون الطويل الأينالي أحد الأمراء المقدمين بدمشق، وكان لا بأس به.
وفيه كان ختم البخاري بالقلعة. فخلع على القضاة ومشايخ العلم، وفرقت الصرر على الفقهاء، ووقع في ذلك اليوم بحث بين البرهان الدميري أحد نواب المالكية وبين بعض الطلبة، فأنكروا على البرهان الدميري بما أجاب به في المسألة، وكان الختم حافلا جدا.
*****
وفي شوال كان وفاء النيل المبارك ووافق ذلك ثاني عشر مسرى القبطي، وتوجه أزبك أمير كبير وفتح السد على العادة.
وفيه خرج الأمير قانصوه خمسمائة بركب المحمل، والناصري محمد بن أزبك أمير كبير بالركب الأول، فكان لهما بالقاهرة يوم مشهود. وطلب الأمير قانصوه ذلك الطلب الذي تقدم ذكره في التجريدة. ومن غريب الاتفاق أن النيل أوفى وغالب الناس في بركة الحاج مشغولون بالحجاج. فلما بلغ أزبك وفاء النيل حضر تحت الليل حتى فتح السد وعاد.
*****
وفي ذي القعدة جاءت الأخبار بوفاة الشيخ المحدث الواعظ برهان الدين إبراهيم بن الحموي ﵀ ورضي عنه، مات بطريق الحجاز قبل وصوله إلى العقبة ودفن هناك.
وكان عالما فاضلا محدثا بارعا في الحديث، وكان دينا خيرا من أهل الصلاح، ومولده بعد الثلاثين والثمانمائة.