للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهربوا به، فوقع النهب في عسكر التتار وولوا منهزمين، وقد غنم منهم عسكر السلطان ما لا يحصى من سلاح وخيول وقماش وغير ذلك … وكانت هذه الواقعة من الوقعات المشهورة.

ثم أن السلطان قصد التوجه إلى نحو القاهرة، فدخلها في موكب عظيم، وحملت على رأسه القبة والطير، ومشت الأمراء بين يديه حتى طلع القلعة.

[سنة احدى وثمانين وستمائة (١٢٨٢ م)]

فيها صفا الوقت للسلطان، فقبض على جماعة من الأمراء، منهم الأمير بيسري، والأمير بكتوت الشمسي، والأمير كشغندي، وجماعة كثيرة من المماليك السلطانية ومن خشداشينه، وشرع في إنشاء مماليك، وأنعم عليهم بتقادم ألوف، وبالاقطاعات السنية.

وفيها تزوج السلطان الملك المنصور قلاون بخوندا شلون بنت الأمير شنكاي، فكان له مهم عظيم بالقلعة، وزفت عليه.

وفي هذه السنة توفي مجير الدين محمد بن نسيم الدمشقي، وكان من فحول الشعراء وله شعر جيد، فمن ذلك قوله:

وليلة بت أسقى في غياهبها … راحا تسل شبابي من يد الهرم

ما زلت أشربها حتى نظرت إلي … غزالة الصبح ترعى نرجس الظلم

وفيها توفي الشيخ بدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي، وكان من أعيان الشعراء، وله شعر جيد. فمن ذلك قوله في معذر وقد ضمن المثل السائر:

صدوا وقد دب العذار بخده … ما ضرهم لو أنهم جبروه

هل ذاك غير نبات خد قد حلا … لكنهم لما حلا هجروه

[سنة اثنتين وثمانين وستمائة (١٢٨٣ م)]

فيها ابتدأ السلطان الملك المنصور قلاون بعمارة القبة التي بين القصرين والمدرسة، وأضاف إلى ذلك قاعة القطنيين وسماها البيمارستان المنصوري، وقيل انتهى منها العمل في مدة عشرة أشهر على ما نقله المؤرخون، وجعل لها في كل يوم من الرواتب ألف

<<  <  ج: ص:  >  >>