للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفي في ليلة الجمعة ثامن شهر ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وستمائة، ودفن بثغر دمياط بجوار مسجد الفتح وقبره يزار إلى الآن، وقد قيل في المعنى:

لعمرك ما دمياط إلا حبيبة … تهيم الورى منها بأحسن منظر

لها ناظر منها يصول بأبيض … ويطعن من فتح القوام بأسمر

وفي هذه السنة أيضا كانت وفاة الشيخ سراج الدين الوراق، الشاعر الماهر، وكان من فحول الشعراء وله شعر جيدن وكان مولده في سنة خمس عشرة وستمائة، ووفاته في سنة خمس وتسعين وستمائة، فكانت مدة حياته نحو ثمانين سنة. ومن شعره لنفسه قوله:

واخجلتي وصحائفي سودا غدت … وصحائف الأبرار في اشراق!

وموبخ لي في القيامة قائل: … أكذا تكون صحائف الوراق؟

ومما وقع للسراج الوراق أن الشيخ نصير الدين الحمامي قاله له: "قد عملت قصيدة في الصاحب تاج الدين السبكي، وأشتهي أن تثني عليها إذا قرئت بحضرتك". .. فلما أنشدها النصير الحمامي بحضرة الشيخ سراج الدين أنشأ على الفور ارتجالا وهو يقول:

شاقني للنصير شعر بديع … ولمثلي في الشعر نقد بصير

ثم لما سمعت باسمك فيه … قلت نعم المولى ونعم النصير

ومن هنا نرجع إلى أخبار كتبغا.

[سنة ست وتسعين وستمائة (١٢٩٦ م)]

فيها سافر السلطان إلى البلاد الشامية بسبب تمهيد البلاد، فلما دخل الشام صلى بها الجمعة، ثم في يوم السبت لعب في ميدان دمشق بالكرة وأقام بها أياما وعزل من عزل وولى من ولى، ثم قصد التوجه إلى الديار المصرية. فلما رحل من دمشق ووصل إلى وادي فجمة، وقع بين الأمير لاجين نائب السلطنة وبين جماعة من الأمراء كلام فبادر الأمير لاجين وقبض على جماعة من الأمراء، منهم الأمير بنجاص العادلي، والأمير

<<  <  ج: ص:  >  >>