للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه جاءت الأخبار بوفاة القاضي بهاء الدين بن قدامة الحنبلي، وكانت تولى قضاء مصر، فأقام بها مدة يسيرة وعزل عنها، ثم قرر في قضاء الحنابلة بدمشق فخرج إليه ومات في أثناء الطريق.

وفيه قلع السلطان الصوف، ولبس البياض، وذلك في حادي عشرين بشنس القبطي، ثم ابتدأ بضرب الكرة.

وفيه دخلت خماسين النصارى والطعن عمال، وقد فتك في الناس فتكا ذريعا وأفنى من المماليك والعبيد والجوار والأطفال والغرباء ما لا يحصى، وفي هذه الواقعة يقول شيخنا جلال الدين الأسيوطي من أبيات:

يا رب بالهادي النبي المجتبى … أغمد عن الإسلام أسياف الوبا

يا رب لا نشكو إليم عذابه … إلا إليك فقد أخاف وأرعبا

كم حل في دار فبدد شمل من … فيها فلا يجدون منه مهربا

يا رب لطفا بالعباد فما لهم … رب سواك يقيهم المستصعبا

إنا اعترفنا بالذنوب فكلنا … عاص مسيء للعذاب استوجبا

لكن إذا قرنت عظيم ذنوبنا … بعظيم عفوك كان عفوك أغلبا

إن كان لا يرجوك إلا محسن … في العالمين فمن يجير المذنبا

وقد خرجت هذه السنة عن الناس وهم في أمر مريب بما وقع فيها من الفناء والغلاء وفساد العربان بالشرقية والغربية حتى بأرض الحجاز، والأمر إلى الله تعالى.

[سنة إحدى عشرة وتسعمائة (١٥٠٥ - ١٥٠٦ م)]

فيها، في المحرم، اهتم السلطان بإصلاح بناء الدهيشة، وسد البحرة التي كانت بها، وفرش أرضها بالرخام الملون، وصارت مدهشة للناظرين، ولكن حصل منه الضرر

<<  <  ج: ص:  >  >>