للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان: يعني هذا المملوك، قال التاجر: هو حر لوجه الله تعالى، فأخذني السلطان برضاي، ولم أقعد في طبقة، ولم أكن تحت حكم أغا، ولم أبع مثل بقية المماليك … ".

فلما سمع الأمير بكتمر ذلك سكت عنه ولم يجبه عن ذلك بشيء.

وفي أثناء هذه السنة - وهي سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة - حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير مهنا ابن الأمير عيسى من عربان آل فضل، وأحضر معه تقادم عظيمة للسلطان، فخلع عليه وأقره على حاله شيخ آل فضل.

[سنة أربع وثلاثين وسبعمائة (١٣٣٤ م)]

فيها حضر إلى الأبواب الشريفة المقر السيفي تنكز نائب الشام، وكان يزور السلطان في كل سنة مرة، وصحبته الهدايا والتقادم. فلما حضر أنزله السلطان في الميدان الكبير الذي عند البركة الناصرية، وبالغ السلطان في إكرامه وتعظيمه، وكان ذلك آخر اجتماعه بالسلطان وهو في عزة وعظمة وقد تناهى سعده، فأقام بالقاهرة ثم توجه إلى الشام، فخلع عليه السلطان خلعة عظيمة، ونزل من القلعة في موكب عظيم والأمراء في خدمته حتى رحل من القاهرة.

[سنة خمس وثلاثين وسبعمائة (١٣٣٥ م)]

فيها أفرج السلطان عن جماعة من الأمراء الذين في السجن بثغر الاسكندرية، وهم:

الأمير بيبرس حاجب الحجاب، والأمير تمر الساقي، والأمير غانم بن أطلس خان، والأمير طغلق، والأمير بلاط اليونسي، والشيخ علي الأوجاقي، والأمير يلزعي، والأمير بنجاس، والأمير لاجين الغمري، والأمير بيبرس العلمي، والأمير كجلي … فلما حضر هؤلاء الأمراء إلى القاهرة خلع عليهم السلطان ثم أعادهم إلى اقطاعاتهم وقبض على جماعة من الأمراء نحو ذلك وأرسلهم إلى السجن بثغر الاسكندرية.

وفي هذه السنة رسم السلطان بعمارة قنطرة على بحر أبي المنجا عند شيبين القناطر.

وفيها جاءت الأخبار من حلب بأن الأرمن ملكوا مدينة سيس وطردوا من كان بها من المسلمين، فرسم السلطان لنائب حلب بأن يتوجه إليهم ومعه العساكر الحلبية، فخرج إليهم في سابع عشرى شهر رمضان، فحاصر من كان بها من الأرمن، وأحرق الضياع التي حولها، وأسر جماعة من الأرمن نحو ثلثمائة إنسان. فلما بلغ ذلك من كان من الأرمن بقلعة اياس، ثاروا على من كان عندهم في المدينة من المسلمين، وحشروهم في فندق،

<<  <  ج: ص:  >  >>