للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة أربع وخمسين وثمانمائة (١٤٥٠ م)]

فيها كانت وفاة شيخ الإسلام قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني الكناني الشافعي رحمة الله تعالى عليه (١)، وكانت جنازته مشهودة. ولما مات لم يخلفه أحد من العلماء من بعده، وقد رثاه الشيخ شهاب الدين المنصوري بقصيدة منها:

بكاك العلم حتى النحو أضحى … مع التصريف بعدك في جداك

وقد أضحى البديع بلا بيان … وقد سلفت معانيه الغوالي

وقد درست دروس العلم حزنا … وقد ضل الجواب عن السؤال

تنكرت المعارف في عياني … وتمييزي غدا في سوء حال

وما عوضت من بدل وعطف … سوى توكيد سقمي واعتلالي

وكم جنت المنون على كرام … وجندلت الكمى بلا قتال

فيا قبرا ثوى فيه تهنى … فقد حزت الجميل مع الجمال

سقاك الله عينا سلسبيلا … وأسبغ ما عليك من الظلال

[سنة خمس وخمسين وثمانمائة (١٤٥١ م)]

فيها وفاة أمير المؤمنين المستكفي بالله سليمان ابن المتوكل على الله محمد. وكانت وفاته في يوم الجمعة ثاني المحرم من السنة المذكورة، فكانت مدة خلافته نحو عشر سنين. ولما مات نزل السلطان وصلى عليه ومشى في جنازته حتى دفن عند أقاربه بالمشهد النفيسي. ومات ولم يعهد لأحد من اخوته.

فلما كان يوم الاثنين خامس المحرم عقد السلطان مجلسا بالقصر الكبير، وجمع فيه القضاة الأربعة وهم: قاضي القضاة الشافعية شرف الدين يحيى المناوي، وقاضي قضاة


(١) - في "الشذرات" وغيرها ان وفاة ابن حجر كانت سنة ٨٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>