للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قسما بلوح الخبز عند خروجه … من فرنه وله الغداة فوار

ورغائف منه تروقك وهي في … سحب الثفال كأنها أقمار

من كل مصقول السوالف أحمر ال … خدين للشوانيز فيه عذار

كالفضة البيضاء لكن يغتدى … ذهبا إذا قويت عليه النار

تلقى عليه في الخوان جلالة … لا تستطيع تحده الأبصار

فكأن باطنه بكفك درهم … وكأن ظاهر لونه دينار

ما كان أجهلنا بواجب حقه … لو لم تبينه لنا الأسعار

إن دام هذا السعر فاعلم أنه … لا حبة تبقى ولا معيار

ثم وقع الطاعون في هذه السنة أيضا بالديار المصرية، ومات فيه ما لا يحصى عددهم من مماليك وأطفال وجوار وعبيد وسرباء حتى قيل كان يموت في كل يوم نحو عشرة آلاف انسان، وفي ذلك يقول شمس الدين النواجي:

رب نج الأنام من هول طعن … قد قضى غالب الورى فيه نحبه

رخصت قيمة النفوس فأضحت … كل روح تباع فيه بحبه

وفي أواخر هذه السنة كانت وفاة القاضي عبد الباسط ناظر الجيوش المنصورة كان.

فكانت وفاته في سادس شوال من السنة المذكورة، وكان له بر ومعروف وفعل خير، وأنشأ عدة مدارس بمصر ومكة والمدينة وبيت المقدس، وكان سحابة تطلع في كل سنة برسم الحجاج المنقطعين، وقطع من طريق العقبة، وأرسل حجارين قطعوا منها ما كان يشوش على الحجاج. وكان القاضي عبد الباسط عزيز مصر في أيامه، فلما مات تزوج الملك الظاهر ببنته، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>