للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أن الملك الكامل أقام محبوسا في المكان الذي في الدهيشة ثلاثة أيام، ثم أن أخاه حاجى أرسل إليه من يخنقه وهو في السجن فخنق، وكانت قتلته في ليلة الخميس ثالث جمادي الآخرة سنة سبع وأربعين وسبعمائة، فكانت مدة سلطنته بالديار المصرية سنة وشهرين ونصفا. ولما مات دفن مع والده داخل القبة التي بين القصرين.

وكانت صفة الملك الكامل شعبان: أشقر اللون، أزرق العينين، وافر الأنف، مجدر الوجه، يميل إلى الصفرة، شديد الخلق، سيئ التدبير، وكانت أمه رومية … فجمع بين قبيح الشكل والفعل. قال الصلاح الصفدي:

بيت قلاون سعاداته … في عاجل كانت بلا آجل

حل على أملاكه للردى … دين قد استوفاه بالكامل

- الملك المظفّر

هو الملك المظفر حاجى، ابن الملك الناصر محمد ابن قلاون. وهو الثامن عشر من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو السادس من أولاد الملك الناصر محمد بن قلاون. بويع بالسلطنة - بعد قتلة أخيه الملك الكامل شعبان - في يوم الاثنين مستهل جمادي الآخرة سنة سبع وأربعين وسبعمائة، وفيه يقول الشيخ جمال الدين بن نباتة المصري:

يا إمام الورى، مضى نصف عام … لم أنل فيه من وصولي ربع

سنة، ان غفلت عني فيها … كسرتني، وكيف لا وهي سبع؟

وكان مولد حاجى هذا في سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، ولد بالطريق عند عود أبيه الملك الناصر من الحجاز - وهي الحجة الثالثة - فلما بشر به سماه حاجى.

فلما تسلطن وتم أمره في السلطنة أراد أن يقبض على جماعة من الأمراء، فرسم لنقيب الجيوش المنصورة بأن يدور على الأمراء المقدمين ويعلمهم بأن السلطان رسم بأن يعمل الموكب في القصر وتجتمع سائر الأمراء … فدار عليهم نقيب الجيوش وأعلمهم بذلك. فلما طلعوا إلى القلعة واجتمعوا في القصر، دخل عليهم جماعة من المماليك السلطانية بعد المغرب فقبضوا على جماعة منهم. قيل أن الأمير آق سنقر - لما أرادوا أن يقبضوا عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>