للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما تم أمر الأشرف شعبان في السلطنة أقر الأتابكي يلبغا أميرا كبيرا على عادته، واستقر بالأمير قشتمر المنصوري في نيابة السلطنة على عادته كما كان، ثم عمل الموكب ومجلس على سرير الملك وخلع على من يذكر من الأمراء، وهم: المقر السيفي طنبغا الطويل، واستقر به أمير سلاح عوضا عن الأمير أزدمر العمري الناصري الشهير بالخازندار جد والد مؤلفه، واستقر بالأمير أزدمر المذكور نائب طرابلس، وخلع على الأمير عشقتمر المارديني، واستقر به أمير مجلس على عادته. وخلع على الأمير أرغون الشهير بالأسعردي، واستقر به دوادارا كبيرا. وخلع على الأمير أرغون الأرقي، واستقر به رأس نوبة النوب. وخلع على الأمير طيبغا العلائي واستقر به حاجب الحجاب.

ثم عمل الموكب الثاني وخلع فيه على من يذكر من الأمراء - وهم أرباب الوظائف - وهم: المقر السيفي منكلى بغا الشمسي، واستقر به نائب الشام. وأرسل المراسيم الشريفة إلى قطلوبغا الأحمدي بأن يكون نائب حلب على عادته. ثم خلع على الأمير قشتمر المنصوري، واستقر به نائب صفد، وخلع على الأمير عمر شاه - وهو صاحب القنطرة - واستقر به نائب حماه. وخلع على الأمير عمر بن أرغون النائب، واستقر به نائب غزة، ثم فرق الاقطاعات على جماعة من المماليك وجعل منهم أمراء طبلخانات وأمراء عشراوات، ثم أنفق على العسكر وأرضى الجند بكل ما يمكن، فاستقام أمره في السلطنة ونفذت أحكامه.

[سنة خمس وستين وسبعمائة (١٣٦٤ م)]

فيها أرسل السلطان بالقبض على قطلوبغا الأحمدي نائب حلب، وخلع على الأمير طشقتمر المارديني، واستقر به نائب حلب عوضا عن قطلوبغا الأحمدي، ثم خلع على الأمير خليل ابن قوصون، واستقر به أمير مجلس عوضا عن الأمير طشقتمر المارديني.

وفي هذه السنة جاءت الأخبار من دمشق بأن نائب دمشق منكلى بغا الشمسي فتح باب كيسان الذي بدمشق، وكان هذا الباب مقفلا من أيام نور الدين فاقتضى الرأي فتح الباب بسبب من يمر من المسافرين، فجمع النائب القضاة الأربعة وأعيان دمشق واستشارهم في ذلك فأشاروا بفتحه ففتح. ثم أن النائب بنى القنطرة عند هذا الباب فحصل بها منفعة للمسافرين وغيرهم.

وفي هذه السنة رسم السلطان بابطال الوكلاء من أبواب القضاة والحكام بالديار المصرية والبلاد الشامية، فامتثلوا ذلك. وقد قال بدر الدين بن حبيب:

<<  <  ج: ص:  >  >>