ما قيل هذا كامل في ذاته … إلا وقلت الشيخ عندي أكمل
وفي هذه السنة كانت وفاة القاضي أوحد الدين الحنفي كاتب السر الشريف، وكان القاضي أوحد الدين سبط قاضي القضاة جمال الدين بن التركماني الحنفي.
وفيها توفى قاض القضاة أمين الدين بن الأنفى المالكي نائب الحكم بدمشق.
وفيها توفى الأمير كافور الهندي الشبلي، وكان من خدام الملك الناصر محمد بن قلاون المتولى الزمامية في دولة السلطان حسن، وكان قد قارب من العمر نحو مائة سنة. وكان في سعة من المال، وهو صاحب التربة التي تحت الجبل المقطم، ولما مات دفن بها.
وكانت وفاته في ثامن ربيع الأول من السنة المذكورة، وكان الأمير كافور هذا حسن المحاضرة حلو الكلام، وكان ينظم الشعر وله شعر جيد. فمن ذلك ما نظمه وكتبه على رفرف مقعد بيته وهو قوله:
خدمنا بأبواب السلاطين قبلكم … وكانت لنا أهل المماليك تخدم
فما أبطرتنا - يعلم الله - نعمة … ولا نيل منا بالأذية مسلم
وكان الأمير كافور قد اقتنى من الكتب أشياء كثيرة من سائر العلوم، فلما مات أودعها في تربته التي تحت الجبل المقطم.
ولما مات كافور خلع السلطان على الأمير صواب السعدي واستقر به في الزمامية عوضا عن الأمير نصر البالسي.
[سنة سبع وثمانين وسبعمائة (١٣٨٥ م)]
فيها خلع السلطان على القاضي جمال الدين بن خير المالكي السكندري واستقر به قاضي القضاة المالكية بالديار المصرية عوضا عن القاضي ولي الدين بن خلدون المغربي بحكم انفصاله عن القضاء.