للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإشاعات قائمة بثوران فتنة كبيرة بمصر بين الجلبان والأمراء واقفة، والسلطان ناظر إلى الظلم وأخذ أموال الناس، والأمر لله.

[سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة (١٤٨٧ م)]

فيها، في المحرم، سافر قانصوه اليحياوي إلى الشام - وقد تقدم أنه تقرر في نيابة الشام - فخرج في موكب حافل.

وفيه سمح خاطر السلطان بأن ينفق على مماليكه توسعه على نزول خيولهم من الربيع، فأعطى لكل مملوك عشرة دنانير، والقرانصة خمسة دنانير، والسيفية ثلاثة دنانير، فصرف في هذه الحركة جملة مال له صورة.

وفيه جاءت الأخبار بقتل حسن بن سليمان بن عيسى بن عمر الهواري، أخي داود بن عمر أمير هوارة. قتله بعض أعدائه من العربان وكان شابا حشما لا بأس به.

وفيه توفي جاني بك حبيب العلائي الإينالي أحد الأمراء الطبلخانات وأمير آخور ثاني، وكان رئيسا حشما حلو اللسان حسن العبارة سيوسا دريا عارفا فصيح اللسان بالعربي.

توجه قاصدا إلى يعقوب بن حسن الطويل، ثم توجه قاصدا إلى ابن عثمان ملك الروم، وكان مقبول الشكل حسن الوجه ومات ولم يظهر الشيب بلحيته، وجرى عليه شدائد ومحن في دولة الظاهر خشقدم، وفر إلى بلاد الغرب وأقام بها حتى توفي الظاهر خشقدم، فعاد إلى مصر وصار له خصاصة بالأشرف قايتباي.

وفيه توفي بيبرس اليوسفي الظاهري أحد العشراوات وكان لا بأس به.

وفيه بلغ سعر الراوية من الماء نحو ثلاثة أنصاف وذلك بسبب عدم وجود الجمال لتسلط المماليك الجلبان على السقائين لأجل الدريس، فحصل للناس غاية المشقة بسبب ذلك.

وفيه وصل الحاج إلى القاهرة، وكان أشيع عنهم أمور شنيعة فظهر أن ذلك كذب.

وكان أشيع عنهم أن طائفة عربان الأحامدة قد استولوا على الحجاج ولم ينج منهم أحد.

وفيه جاءت الأخبار بأن ابن عثمان أرسل عسكرا عظيما، وقصد محاربة عسكر مصر. فتنكد السلطان لهذا الخبر.

وفيه حضر خضر بك نائب القدس فضرب بين يدي السلطان ضربا مؤلما، وأقام بالترسيم حتى أورد مالا له صورة، وكانت كثرت فيه الشكاوى عند السلطان، وآل أمره إلى أن عزل عن نيابة القدس.

<<  <  ج: ص:  >  >>