وفيه فرق السلطان الأضحية على العادة، ولكن قطع لجماعة من الفقهاء والطواشية والنساء.
وفيه حضر الأمير طقطباي الوزير وكان مسافرا نحو بلاد الصعيد، فلما حضر خلع عليه السلطان ونزل إلى داره في موكب حافل.
وفيه رسم السلطان لعلي بن أبي الجود بأن يتكلم في جهات الخاص إلى أن يتولى من يختاره السلطان عوضا عن الصفدي.
وفيه ختم السلطان ضرب الكرة، وعزم على الأمراء في الدهيشة ومد لهم أسمطة حافلة.
وفيه توفي القاضي شهاب الدين بن البرقي، وكان من أعيان نواب الحنفية وله شهرة بين الناس وكان لا بأس به.
وفي أواخر هذه السنة صار يحترق في كل ليلة عدة أماكن بالقاهرة بسبب الدريس، وحصل للناس الضرر الشامل.
وقد خرجت هذه السنة من الناس وهم في أمر مريب بسبب ما وقع فيها من الفتن والمصادرات، وكانت سنة كثرت فيها الحوادث والوقائع صعبة شديدة، فانقضت على خير.
[سنة ثمان وتسعمائة (١٥٠٢ - ١٥٠٣ م)]
فيها، في المحرم، كان خليفة الوقت يومئذ الإمام المستمسك بالله أبو الصبر يعقوب بن المتوكل على الله عبد العزيز، والسلطان يومئذ الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري.
وأما القضاة الأربعة فالقاضي برهان الدين إبراهيم بن أبي شريف المقدسي الشافعي، والقاضي سري الدين عبد البر بن الشحنة الحلبي الحنفي، والقاضي البرهان إبراهيم الدميري المالكي، والقاضي شهاب الدين أحمد بن الشيشيني الحنبلي.
فلما دخلت هذه السنة، وتم أمر السلطان في السلطنة، وثبتت قواعد دولته، قرر الأمراء المقدمين أربعة وعشرين أميرا مقدم ألف منهم أرباب الوظائف وهم الأتابكي قيت الرحبي أمير كبير، وقرقماس ابن ولي الدين أمير سلاح، وأصطمر بن ولي الدين أمير مجلس، وقاني باي قرا بن ولي الدين أمير آخور كبير، وطرباي الشريفي رأس نوبة النوب، وأزدمر بن علي باي دوادار كبير، وخاير بك بن ملباي حاجب الحجاب - وهو أخو قانصوه البرجي نائب الشام - فهؤلاء أرباب الوظائف.