للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي شوال لم تثبت رؤية الهلال إلا بعد العشاء، وكان العيد بالجمعة، فحصل للسلطان تلك الليلة توعك في جسده فلم يصل صلاة العيد واحتجب عن الناس وكثر القيل والقال بين الناس في ذلك اليوم.

وفي يوم الاثنين ثامن عشره خرج المحمل من القاهرة في تجمل زائد، وكان أمير ركب المحمل أصطمر بن ولي الدين أمير مجلس، وبالركب الأول الناصري محمد بن العلاء علي بن خاص بك. فلما خرج المحمل رسم السلطان بإخراج قانم أخي الظاهر قانصوه صحبة الحاج وأن يقيم بمكة بطالا، وكان صحبته قانصوه الفاجر.

وفيه خلع السلطان على أقباي بن يشبك، وقرره في كشف الشرقية عوضا عن قانصوه بن سلطان جركس.

وفي هذا الشهر تحول الأتابكي قيت من بيت الأشرف جان بلاط الذي بحارة عبد الباسط وسكن بالأزبكية في بيت الأتابكي أزبك.

*****

وفي ذي القعدة كان ختان ابن علي بن أبي الجود برددار السلطان.

وأما برددارية السلطان فهي وظيفة حادثة لم تعهد في الدول الماضية وإنما حدثت في دولة الأشرف قايتباي. وأول من تولى بها محمد بن الحمامية، فلما مات تولاها من بعده جماعة كثيرة، واستمرت إلى الآن حتى تولاها علي بن أبي الجود، ففتك بها فتكا ذريعا.

فلما كانت زفة ولده رجت لها القاهرة وزينت الدكاكين، وأوقدوا له الشموع والقناديل من المدرسة الأشرفية إلى الصليبة، ومشى بها أعيان الناس من المباشرين والتجار حتى تغري بردي الأستادار وبعض أمراء عشراوات منهم تغري برمش وجماعة من الطواشية وغير ذلك من الأعيان، وكان لها يوم مشهود مثل دوران المحمل حتى عد ذلك من النوادر، ثم اشتهر أمر علي بن أبي الجود من بعد ذلك حتى كان ما سنذكره في موضعه.

وفيه كانت الأسواق معطلة والبضائع مشحوتة بسبب الفلوس الجدد حتى يعمل لهم معدل.

*****

وفي ذي الحجة - في يوم الخميس رابعه - كانت وفاة ناصر الدين بن الصفدي ناظر الخاص ووكيل بيت المال، مات فجأة. قيل طلب منه السلطان مالا فلم يقدر على ذلك، فيقال: إنه ابتلع فصا من الماس فمات من ليلته، وكان لا بأس به، وعد من أعيان مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>