للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد شنفت من وصفها مسمعي … لأنه من كل وجه دقيق

وفي هذه السنة توفى الشيخ يحيى الصنافيري رحمة الله عليه ودفن بالقرافة عند الشيخ أبي العباس البصير.

[سنة خمس وثمانين وسبعمائة (١٣٨٣ م)]

فيها قبض السلطان على الخليفة المتوكل على الله محمد وقيده وسجنه في البرج الذي بالقلعة. وسبب ذلك أنه بلغ السلطان عن الخليفة ما غير خاطره عليه، فخلعه من الخلافة وسجنه وولى الخلافة عمر أخا زكريا ولقبه بالواثق بالله. وكانت مدة خلافة المتوكل على الله في هذه المرة نحو اثنتين وعشرين سنة ونصفا. فلما خلعه من الخلافة وسجنه قال شهاب الدين بن العطار:

أبشر أمير المؤمنين، فما جرى … أقوى دليل أن عزك سرمد

لا تختشى، فيد العدا مغلولة … ويد الخلافة لا تطاولها يد

وفي هذه السنة توفى الشيخ علي الروبى، وقد تقدم أنه بشر برقوق بالسلطنة قبل أن يليها بمدة طويلة.

[سنة ست وثمانين وسبعمائة (١٣٨٤ م)]

فيها حضر المقر السيفي بيدمر الخوارزمي نائب الشام إلى الأبواب الشريفة ليزور السلطان، وأحضر صحبته تقادم عظيمة للسلطان والأمراء فخلع عليه السلطان وأكرمه وجعله فوق الأمير سودون الفخري نائب السلطنة، فأقام في القاهرة مدة ثم رجع إلى الشام على عادته.

وفي هذه السنة تغير خاطر السلطان على القاضي تقي الدين ناظر الجيوش المنصورة، فضربه علقة في القصر نحو مائة وخمسين عصا، فنزل إلى بيته وهو محمول على بغل، فأقام في بيته يومين ومات، فكانت وفاته في يوم الأربعاء خامس عشر جمادي الأولى من السنة المذكورة. وفهي يقول ابن العطار:

يكفي التقى كرامة أبدت له … نيل الشهادة واغتدى بأمان

<<  <  ج: ص:  >  >>