لشخص من جماعته، فتغير خاطري منه، ففعلت ذلك من قهري منه". .. فرسم السلطان بتسمير ذلك المملوك قطلو قجاه الذي ضرب شيخو، فسمروه وطافو به في القاهرة، ثم وسطوه في الرميلة قدام مماليك شيخو، وكان عدة مماليك شيخو سبعمائة مملوك.
ثم أن شيخو استمر ملازم الفراش وهو عليل حتى مات يوم الجمعة سادس عشرى ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، وقد استمر عليلا في الفراش ثلاثة أشهر وأياما، وكانت جنازته مشهودة، ونزل السلطان وصلى عليه وحضر دفنه، ودفن في خانقاته من بيته الذي عند حدرة البقر فصلوا عليه في سبيل المؤمنين، ورجعوا بالجنازة من رأس الصليبة إلى خانقاته التي دخل بها السلطان قدام نعشه ماشيا حتى دفن، فكثر عليه الأسف والحزن من الناس.
واتفق أن في ذلك اليوم زلزلت الأرض زلزلة خفيفة، وأمطرت السماء مطرا غزيرا - وذلك في وسط قلب الصيف - فقال بعض الشعراء في هذه الواقعة.
بروحي من أبكى السماء لفقده … بغيث ظنناه نوال يمينه
وما استعبرت الا أسى وتأسفا … وإلا فماذا القطر في غير حينه؟
وقد رثاه بعض الشعراء بقوله:
لما أفلت عن المنازل أظلمت … تلك الديار، وغاب عنها المشفق
وكان شيخو أميرا خيرا دينا، كثير الخير قليل الأذى، وله بر ومعروف ولا سيما هذه الخانقاه والجامع الذي في الصليبة، وما قرر فيهما من وجوه الخير والإحسان.
[سنة تسع وخمسين وسبعمائة (١٣٥٨ م)]
فيها تزايدت عظمة المقر السيفي سيف الدين صرغتمش رأس نوبة النوب، وصار في رتبة الأتابكي شيخو، صاحب الحل والعقد بالديار المصرية، فأرسل بالقبض على الأمير طاز نائب حلب من غير علم السلطان، وأرسله من هناك إلى السجن بثغر الاسكندرية، فانه كان بينه وبين الأمير طاز حظ نفس من أيام الملك الصالح، وكان الأتابكي شيخو