للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف دينار، وخلف من المماليك المشتروات سبعة آلاف مملوك، ومن العبيد السود أربعة وعشرين ألف عبد، وخلف من الخيول سبعة آلاف فرس، ومن البغال والحمير ستة آلاف رأس، وخلف من الجمال عشرة آلاف جمل، ومن المراكب الحربية والشواني ألف مركب، وخلف من اللؤلؤ والجواهر واليواقيت مائة صندوق، وخلف من التحف والفرش ما لا يحصى عدده … وهذا خارج عن الضياع والأملاك والبساتين وغير ذلك".

وكان خراج مصر في أيامه أربعة آلاف ألف دينار وثلثمائة ألف دينار بعد إسقاط المكوس - وهو نحو مائة ألف دينار - مع وجود الرخاء وانحطاط سعر الغلال في زمانه.

ولما مات رثاه بعض الشعراء بهذه الأبيات:

خذ القناعة من دنياك وارض بها … واقصد لنفسك منها راحة البدن

وانظر لمن قد حوى مصرا وما جمعت … هل راح منها بغير القطن والكفن

ولما مات الأمير أحمد بن طولون تولى من بعده ابنه خمارويه.

- الأمير خمارويه

تولى على مصر بعد أبيه الأمير احمد، ومشى على نظامه وطريقته، واستكثر من المماليك وزاد في عسكره شناترة العرب الشجعان حتى بلغوا نحو عشرة آلاف إنسان، وكان يجب الجياد من الخيل فاستكثر منها حتى ضاقت بها الاسطبلات، وكان لها أنساب مثبتة في الدواوين كأنساب الناس المعروفة.

قال ابن وصيف شاه:" كان الأمير خمارويه مولعا بالعمارات وغرس الأشجار. قيل إنه أنشأ ميدانا بالقرب من جامع أبيه، ونقل إليه الأشجار من سائر البلاد الهندية والشامية حتى من خراسان ومن مكة ومن اليمن، فكان به سائر الفواكه وسائر الرياحين، حتى الكادي والقرنفل والسنبل والزعفران وجوز الهند وغير ذلك من أنواع الفواكه والزهورات والرياحين والأشياء الغريبة التي لم تزرع قط بمصر، ثم زرع أشياء من أنواع الرياحين وجعلها كالسطور تقرأ، مثل "حسبنا الله ونعم الوكيل" وما أشبه ذلك من الألفاظ، ووكل بتلك السطور رجالا بأيديهم مقاريض من الذهب والفضة يصلحون بها ما يفسد من الأوراق ويخرج عن قالب الاعتدال في الأحرف حتى يستقيم الكلام في معناه. ثم أنه البس قوائم الأشجار الكبار بالنحاس الأصفر وطلاه بالذهب، فكانت الشمس إذا طلعت على تلك

<<  <  ج: ص:  >  >>