للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الملك المنصور على طائش العقل، يلعب بالحمام مع أولاد الغلمان، وكانت أمه تدبر أحوال السلطنة، فلما خلعوه من السلطنة أرسلوه وهو مقيد إلى ثغر دمياط وأرسلوا معه أخوته وأمه فاعتقلوه ببرج السلسلة بثغر دمياط، فأقام في البرج إلى أن مات هناك، ودفن بثغر دمياط بعد مدة طويلة وهو في البرج، فكانت مدة سلطنته بالديار المصرية سنتين وثمانية أشهر، وكانت أيامه كلها فتن وشرور.

ومن الحوادث في أيامه أن في سنة ست وخمسين وستمائة، في رابع شهر رمضان، وقعت احدى المسلتين اللتين بأراضي المطرية، يزعم الناس أنهما مسلتا فرعون، وكانتا اثنتين، فلما وقعت احداهما وجدوا في قلنسوتها نحو مائتي قنطار نحاس أصفر، ووجدوا في داخل تلك القلسوة عشرة آلاف دينار كل دينار وزنه أوقية من الذهب الأكسير الجيد، فحمل إلى الخزائن الشريفة … ذكر ذلك الشيخ شمس الدين محمد بن ابراهيم الجزري في تاريخه كما شرح هناك.

وأما من توفى في أيام الملك المنصور على ابن الملك المعز أيبك التركماني من الاعيان فهم: الشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري، والشيخ القطب العارف بالله تعالى، شيخ الطريقة والحقيقة الشيخ أبو الحسن الشاذلي ، ودفن بصحراء عيذاب من أعالي الصعيد الأعلى. وتوفي الشيخ شعلة شيخ القراءات، وتوفي الفاسي المغربي المالكي، وتوفي الشيخ سعد الدين بن العربي صاحب النظم الرفيق، وتوفي الصرصري صاحب الديوان اللطيف، وتوفي ابن الأبار المؤرخ، وغير ذلك من أعيان العلماء وأعيان الناس.

ومن إنشاء المعز أيبك المدرسة المعزية المطلة على بحر النيل عند رحبة الحناء عند مصر العتيقة.

- الملك المظفر

هو الملك المظفر، سيف الدين قطز المعزى، وهو الثالث من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية. وكان أصله من مماليك المعز أيبك التركماني، ورقي في دولة أستاذه الملك المعز، ثم صار في دولة ابن استاذه الملك المنصور علي أتابك العساكر. فلما خلع الملك المنصور علي، وقع الاختيار على سلطنة الاتابكي قطز المعزى، فتسلطن في يوم السبت سابع عشر ذي القعدة الحرام سنة سبع وخمسين وستمائة (١٢٥٩ م).

فلما تسلطن وتم أمره في السلطنة قبض على جماعة من خشداشينه من الأمراء والخدام وأرباب الدولة وغير ذلك من الأعيان وأرسلهم إلى الحبوس بثغر دمياط والاسكندرية. فلما

<<  <  ج: ص:  >  >>