للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه عز وجود الضحايا من الغنم والبقر بواسطة أذى المماليك الجلبان.

وفي يوم عيد النحر أمطرت السماء مطرا غزيرا حتى أوحلت الأرض، وحصل للناس مشقة في مرورهم في الشوارع إلى صلاة العيد.

وفيه حضر جماعة من الجند ممن كان أسر عند علي دولات، وقد قطع أصابع جماعة منهم من عند الإبهام وأطلقهم.

وفيه جمع السلطان الأمراء وضربوا مشورة في أمر ابن عثمان بسبب ما وقع منه في تعصبه لعلي دولات، فأشار السلطان هو والأتابكي أزبك وغيره من الأمراء، بأن السلطان يرسل هدية على يد قاصده، وتزول هذه الوحشة من بينهما. فانصاع السلطان لهذا الكلام، وعين في ذلك المجلس الأمير جاني بك حبيب، أمير آخور ثاني، وكان حلو اللسان سيوسا دريا وقد تقدم أنه توجه إلى يعقوب بن حسن الطويل، وتلطف به في الكلام، حتى أطلق من كان عنده من الأمراء والنواب والجند، كما تقدم.

وفيه خرج بيبرس الرحبي، الذي قرر في نيابة طرابلس، وكان له يوم مشهود.

وفيه توفي ناظر جيش غزة ابراهيم به عبد الرحمن، وكان رئيسا حشما لا بأس به.

وتوفي الشيخ المعتقد أحمد السبوعي، وكان من أعيان الصوفية، وله اختصاص بالأتابكي أزبك.

وفيه وصل مبشر الحاج، وهو شخص من الخاصكية يقال له قايتباي، من مماليك السلطان، وأخبر بالأمن والسلامة، وأن القاضي كمال الدين ناظر الجيش اختار المجاورة بمكة المشرفة، وكان حج في السنة المذكورة. وحضر صحبة المبشر دولات باي بن مصطفى، الذي كان نائب غزة ونفاه السلطان إلى مكة المشرفة، فبعث بحضوره، فلما حضر أنعم عليه بتقدمة ألف بدمشق، فتوجه إليها.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة صاحب قونية من بلاد ابن قرمان، وهو عبد الله أخو الجمجمة بن عثمان، تولى علي قونية بعد أخيه جمجمة، وكان حسن السيرة لا بأس به.

*****

[سنة تسعين وثمانمائة (١٤٨٥ م)]

فيها، في المحرم، كانت وفاة قاضي القضاة محب الدين ابن الشحنة الحنفي، وهو محمد بن محمد بن محمد بن محمود الثقفي ثم الحلبي. كان عالما فاضلا بارعا في مذهب أبي حنيفة. وكان ناظما ناثرا رئيسا حشما، جميل الهيئة حسن الشكل. تولى عدة وظائف سنية

<<  <  ج: ص:  >  >>