للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها كتابة سر مصر، ونظر جيشها، وتولى قضاء قضاة الحنفية عدة مرار، ثم ولي مشيخة الخانقاه الشيحونية، ومات وهو شيخ بها، وجرى عليه شدائد ومحن شتى، واعتراه في آخر عمره مرض الفالج، واستمر به إلى أن مات وقد ذهل في عقله وكان مولده سنة أربع وثمانمائة، ومات وقد قارب التسعين سنة من العمر، وكان من أعيان الناس، ورؤساء مصر، وله عدة تآليف جليلة. ومن شعره قوله:

قلت له لما وفى موعدي … إن سلوى عن هواكم نفاق

وجاد بالوصل على وجهه … حتى سما كل حبيب وفاق

فلما مات تولى ابنه الشيخ سري الدين عبد البر مشيخة الخانقاه الشيخونية، عوضا عن أبيه.

وفيه دخل الحاج إلى القاهرة، وحضر أبو البقاء ابن الجيعان وجانبلاط وماماي، وجماعة من أقارب السلطان كانوا في الحجاز في تلك السنة.

وفيه وصل قرقماس التنمي نائب طرسوس، وكان ممن أسر عند علي دولات.

وفيه توفي يشبك العلائي نائب حماه، وكان لا بأس به، وتولى عدة وظائف سنية، منها أمرية عشرة بمصر، وبقي من جملة رءوس النوب. ثم تولى نيابة الكرك، ثم نيابة غزة، ثم حجوبية الحجاب بدمشق، ثم نيابة حماه ومات بها.

*****

وفي صفر أرسل السلطان إلى سيباي الطيوري صاحب دمشق، وقرره في نيابة حماه، عوضا عن يشبك العلائي بحكم وفاته، وقررا في حجوبية دمشق بلباي، أحد الدوادارية بدمشق، وقرر في الدوادارية جاني بك الطويل أحد مماليك السلطان.

وفيه كان توجه جاني بك حبيب، أمير آخور ثاني، إلى ابن عثمان وقد تقدم القول في ذلك … فتوجه إليه من البحر المالح من الإسكندرية. وأرسل السلطان صحبته تقليدا من الخليفة إلى ابن عثمان، بأن يكون مقام السلطان على بلاد الروم وما سيفتحه الله تعالى على يديه من البلاد الكفرية. وأرسل إليه أيضا الخليفة مطالعة تتضمن تخميد هذه الفتنة التي قد انتشت بينه وبين السلطان، وفي المطالعة بعض ترفق له.

والذي استفاض بين الناس أن سبب هذه الفتنة الواقعة بينه وبين السلطان أن بعض ملوك الهند أرسل إلى ابن عثمان هدية حافلة على يد بعض تجار الهند. فلما وصل إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>