للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ضره لو جا على عاداته … في دفعه أو كان يدفع بالتى

وتوفي في أيامه قاضي القضاة الشافعية ولي الدين العراقي، والشيخ شمس الدين الديري الحنفي، وقيل بل مات في أثناء دولة الملك الأشرف برسباي والله أعلم بذلك.

- الملك الظاهر ططر

هو الملك الظاهر سيف الدين أبو سعيد ططر الظاهري الجركسي، وهو الثلاثون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية. وهو السادس من ملوك الجراكسة في العدد.

كان أصله من مماليك الظاهر برقوق من مشترواته، ثم أعتقه وأخرج له خيلا وقماشا وصار من جملة المماليك السلطانية الجمدارية، ثم هرب من الملك الناصر فرج وتوجه إلى حلب والتف على جكم العوضي لما تسلطن بحلب، فلما قتل جكم التف ططر على شيخ ونوروز لما أظهرا العصيان بالشام، فلما قتل الملك الناصر بالشام وتسلطن الخليفة العباس أنعم على ططر بامرية عشر. ثم بقي أمير أربعين في دولة الملك المؤيد شيخ، ثم بقى مقدم ألف، ثم بقى رأس نوبة النوب، ثم بقى أمير مجلس … كل ذلك في دولة المؤيد شيخ. فلما مات الملك المؤيد وتسلطن ابنه الملك المظفر بقى ططر مدبر المملكة، فلما أظهر العصيان الأتابكي الطنبغا القرشي، لما كان بالشام، بقى ططر أتابك العساكر عوضا عنه. فلما خرج إلى الشام صحبة الملك المظفر أحمد وظفر بالأتابكي الطنبغا القرشي والأمير قجقار القردمي أمير سلاح ونائب الشام جقمق الأرغون شاوى وجماعة من النواب، وقتلهم كما تقدم ذلك، قبض على جماعة كثيرة من الأمراء المؤيدية وسجنهم بقلعة دمشق، فعند ذلك صفا له الوقت وقويت شوكته، والتفت عليه خشداشينه الذين كانوا مفرقين في بلاد الشرق، فخلع الملك المظفر من السلطنة وتسلطن عوضه بالشام، وطلق خوند سعادات أم الملك، فقيل إنها أشغلته في منديل الفرش لما خلع ابنها من السلطنة فمرض ططر بالشام ودخل إلى مصر وهو عليل، واستمر يسلسل في المرض ولزم الفراش، فهو كما قيل في المعنى:

فكان كالمتمني أن يرى فلقا … من الصباح فلما أن رآه عمى

فلم يزل عليلا حتى مات في يوم الأحد رابع ذي الحجة من سنة أربع وعشرين وثمانمائة، ومات وله من العمر نحو خمس وخمسين سنة، ودفن بجوار قبر الإمام الليث بن سعد رضي الله تعالى عنه … فكانت مدة سلطنته بالشام وبمصر ثلاثة أشهر وأياما.

<<  <  ج: ص:  >  >>