وفيه قرر السلطان كرتباي بن مصطفى المعروف بالأحمر، في كشف البحيرة، عوضا عن قراكز مملوك تمراز أمير سلاح.
وفيه جاءت الأخبار من نائب حلب بأن على دولات أرسل يسأل في الصلح، بعدما اتسع الخرق على الراقع، كما قيل في المعنى.
أتروض نفسك بعد ما هرمت … ومن العناء رياضة الهرم
وفيه توفي قاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن محمد القلجاني التونسي المالكي، وكان عالما فاضلا بارعا في مذهبه، قدم إلى مصر، واقام بها مدة، ثم عاد إلى بلاده فمات بها.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة المستنصر بالله محمد، من أولاد الملك مسعود، صاحب تونس. وكان أكبر أولاده مستوليا على إحدى جهات المغرب. وكان شابا حسن السيرة عادلا في الرعية، فتأسف عليه والده جدا.
وقد خرجت السنة المذكورة عن فتن وشرور ببلاد الشرق وبلاد الغرب. وحصل في مصر تشحيطة في سائر الغلال واشتد السعر، ووقع الاضطراب بسبب ذلك لأهل التجاريد. وحصل للناس من المماليك ما لا خير فيه، من أخذ البغال والخيول وغير ذلك، مما حصل به الضرر الشامل، وزيادة على ذلك ظلم أرباب الدولة، وحصل للناس وقوف حال، بسبب إضراب الفلوس الجدد، وتبطيل الفلوس العتق، والأمر لله تعالى في ذلك.
[سنة إحدى وتسعين وثمانمائة (١٤٨٦ م)]
فيها، في المحرم، كان خليفة الوقت الإمام أمير المؤمنين، المتوكل على الله أبو العز عبد العزيز، وسلطان العصر الملك الأشرف قايتباي أبو النصر، المعروف بالمحمودي الظاهري. وأما القضاة الأربعة فهم: قاضي القضاة زين الدين زكريا الأنصاري الشافعي، والقاضي شمس الدين محمد الغزي الحنفي، والقاضي محيى الدين بن تقي الدين المالكي، والقاضي محمد السعدي الحنبلي. وأما الأمراء المقدمون، فمنهم أرباب الوظائف سنة وهم:
الأتابكي أزبك بن ططخ أمير كبير، وتمراز التمشي أمير سلاح. وأما أمرية مجلس فكانت شاغرة من حين عزل منها أزدمر قريب السلطان وتولي نيابة حلب، وبرسباي المحمدي الظاهري رأس نوبة النوب، وقانصوه بن طراباي المعروف بخمسمائة أمير آخور كبير، واقبردى بن علي باي أمير دوادار كبير وتغري بردى ططر حاجب الحجاب.