للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها في العشرين من شوال عمل السلطان الموكب، وخلع على المقر السيفي ثاني بك اليحياوي واستقر به أمير اخور كبير عوضا عن بكلمش العلائي، وخلع على قاضي القضاة جمال الدين العنبري الحنفي واستقر به ناظر الجيوش المنصورة مضافا لما بيده من قضاء الحنفية ومشيخة الخانقاه الشيخونية، وهذا لم يتفق لأحد قبله من الأعيان فيما تقدم.

وفيها جاءت الأخبار بأن منطاش حضر إلى حلب مع جماعة من التركمان فحاصر المدينة، فخرج إليه عسكر حلب وأوقعوا معه واقعة فكسروه ورجع هاربا إلى الفرات، ثم حضر قاصد نعير على يده كتاب من عند نعير، فكان مضمونه أنه أرسل بطلب من السلطان أربع بلاد وهو يلتزم بمسك منطاش، فقال السلطان للأمير أبي يزيد الدوادار:

"اكتب له كتابا، عن لسانك، أنك ان امسكت منطاشا نعطيك جميع ما طلبته وزيادة على ذلك". .. فأرسل إليه الأمير أبو يزيد الدوادار بذلك.

وفي هذه السنة كانت وفاة الشيخ عماد الدين ابن كثير المؤرخ صاحب كتاب البداية، وتوفى الشيخ سراج الدين الهندي شارح البديعية، وتوفى الشيخ شهاب الدين الأوزاعي، وتوفى القاضي أبو البقاء السبكي الشافعي.

وفيها في ذي الحجة توفى الصاحب فخر الدين بن مكانس القبطي صاحب الأشعار اللطيفة، تولى عدة وظائف بمصر.

[سنة خمس وتسعين وسبعمائة (١٣٩٣ م)]

فيها خلع السلطان على الشيخ صدر الدين المناوري، وولاه قاضي القضاة الشافعية بالديار المصرية عوضا عن قاضي القضاة عماد الدين الكركي.

وفيها خلع السلطان على المقر السيفي تنم الحسنى واستقر به نائب الشام عوضا عن كمشبغا الأشرفي بحكم وفاته.

وفيها جاءت الأخبار من حلب بأن منطاش ونعيرا توجهوا بمن معهم من العساكر إلى مدينة حماه، فخرج إليهم نائب حماه فأوقع معهم واقعة قوية، فانكسر نائب حماه وهرب، فدخل منطاش ونعير إلى المدينة ونهبوا أسواقها وأخذوا أموال التجار، فلما بلغ نائب حلب ذلك ركب هو وعساكر حلب، وكبس على بلاد نعير ونهب أمواله وأخذ أولاده ونساءه وأحرق بيوته وقتل من عربانه ما لا يحصى عدده.

وفيها خلع السلطان على المقر السيفي قلمطاي العثماني واستقر به دوادارا كبيرا عوضا عن الأمير أبي يزيد بحكم وفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>