للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاتفق رأى الأمراء على أن يوزعوا النفقة على المباشرين وأعيان التجار ومساتير الناس، ثم ندبوا إلى ذلك الأمير سنقرا الأعسر وزير الديار المصرية فشرع في استخراج الأموال من الناس، فتحصل من ذلك فوق مائتي ألف دينار. ثم أن السلطان أنفق على العسكر وخرج من القاهرة قاصدا نحو البلاد الشامية. فلما أن وصل إلى غزة جاءت الأخبار من حلب بأن نائب حلب كسر التتار كسرة قوية، ورجعوا إلى بلادهم هاربين.

فلما بلغ السلطان رجع إلى القاهرة من غزة، وكان سبب رجوعه … قيل إن العسكر تغلبوا عليه هناك وقصدوا منه نفقة ثانية من قلة التبن والشعير، فانه كان لا يوجد.

ثم أن السلطان عين من الأمراء بكتمر السلحدار وجماعة من الأمراء بأن يتوجهوا من غزة إلى حلب ويقيموا بها إلى أن يظهر ما يكون من أمر التتار. ثم أن السلطان رجع إلى القاهرة، ودخل في موكب عظيم، وطلع إلى القلعة، وانقضى ذلك الأمر.

[سنة إحدى وسبعمائة (١٣٠١ م)]

فيها توفي الخليفة الإمام أحمد الحاكم بأمر الله، وكان وفاته في ليلة الجمعة ثامن عشر جمادي الأولى من سنة إحدى وسبعمائة، وكان قدومه من بغداد في سنة تسع وخمسين وستمائة، وذلك في دولة الملك الظاهر بيبرس البندقداري، وأقام في الخلافة نيقا وأربعين سنة، وهو أول خلفاء بني العباس بمصر. ولما مات دفن بمشهد السيدة نفيسة ، وبنيت له هناك قبة.

ولما مات الإمام أحمد تولى من بعده ابنه المستكفي بالله أبو الربيع سليمان، وهو ثاني خلفاء بني العباس بمصر وإليه تنسب الخلفاء إلى الآن بمصر.

[سنة اثنتين وسبعمائة (١٣٠٢ م)]

فيها جاءت الأخبار بأن أميرا من أمراء القان غازان، يقال له قطلوشاه، قد دخل إلى حلب على حين غفلة من أهلها ومعه طائفة من عسكر التتار، وذكروا أن بلادهم قد أضمحلت هذه السنة وقصدهم الإقامة بحلب حتى يشتروا لهم مغلا … وكل ذلك حيل وخداع.

ثم بعد أيام دخل منهم جماعة نزلوا بالمرعش، فأرسل نائب حلب يكاتب السلطان بذلك فلما جاء هذا الخبر عين السلطان جماعة من الأمراء المقدمين عدتهم ستة من الأمراء، وعين ألف مملوك من المماليك السلطانية فخرجوا من القاهرة على الفور مسرعين. فلما

<<  <  ج: ص:  >  >>