للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثلاث وسبعين وستمائة (١٢٧٤ م)]

فيها زوج السلطان ولده الملك السعيد محمد ببنت الأمير سيف الدين قلاون الألفي، وكان له مهم عظيم أقام سبعة أيام بالقلعة، وكان يظن أنه إذا زوج ابنه ببنت الأمير قلاون الألفي يكون له من بعده عونا على تقلب الزمان، فجاء الأمر بخلاف ذلك، فسطا الزمان عليه وأخذه من الجانب الذي يركن إليه.

[سنة أربع وسبعين وستمائة (١٢٧٥ م)]

فيها جرد السلطان إلى نحو بلاد النوبة. وسبب ذلك أن ملك النوبة دخل مدينة أسوان ونهب ما فيها وأحرقها، فلما بلغ السلطان ذلك أرسل الأمير شمس الدين آق سنقر الفارقاني استادار العالية، والأمير عز الدين أيبك الأفرم أمير جاندار، وجماعة من الأمراء العشراوات والمماليك السلطانية … فلما وصلوا إلى النوبة تقاتلوا مع ملك النوبة على أسوان، فانكسر ملك النوبة وهرب، وقتل من عسكره جماعة كثيرة، وأمسك أخوه وأولاده وأقاربه، وغنم منهم عسكر السلطان غنائم كثيرة من جوار وعبيد وخيول وغير ذلك.

[سنة خمس وسبعين وستمائة (١٢٧٦ م)]

فيها جاءت الأخبار بأن التتار زحفوا على البلاد، فخرج إليهم السلطان وتوجه إلى حلب وتقاتل مع التتار فكسرهم وقتل منهم خلائق لا تحصى، وكان ملك التتار يقال له ابغا. فلما انكسر ملك التتار هرب فتبعه السلطان إلى نحو الابلستين، فكانت بينهما هناك وقعة عظيمة قتل من الفريقين نحو مائة ألف انسان، فانكسر ابغا ملك التتار وهرب فتبعه السلطان إلى نحو زبيد، ثم رجع من هناك السلطان إلى قيسارية وحاصر أهلها، فأرسلوا يطلبون من السلطان الأمان، فأرسل لهم الأمان على يد الأمير بيسري، فسلموا المدينة فدخلها السلطان. وكان يوم دخوله إلى المدينة يوما مشهودا، فنزل بدار السلطنة وصلى بها ركعتين، وحكم بين الناس، وأقام بها أياما ثم رحل وتوجه إلى دمشق.

[سنة ست وسبعين وستمائة (١٢٧٧ م)]

فيها دخل السلطان إلى حلب، فتوعك جسده وأخذته الحمى وسلسل في المرض، فأسقاه الحكماء دواء مسهلا، فأفرط في الاسهال وثقل في المرض، فرحل من حلب وقصد الدخول إلى دمشق، فمات في بعض ضياع دمشق. فلما مات كتم موته عن العسكر، وحمل في محفة إلى أن دخل دمشق فدفن هناك ليلا، وكان موته في يوم الخميس ثامن عشرى شهر الله المحرم سنة ست وسبعين وستمائة. ومات وله من العمر نحو ستين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>