للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينتظم النشر من فكرك … كم وكم صنفت من ديوان

والبديع لك صارت الفرسان … فيه رجال والقيمة أدوان

وفي أيامه توفى الشيخ نور الدين علي بن سعيد المغربي الأندلسي، وكان من فحول الشعراء وله شعر جيد، فمن ذلك قوله:

واطول شوقي إلى ثغور … ملأى من الشهد والرحيق

عنها أخذت الذي تراه … يعذب من شعري الرقيق

- الملك المنصور عليّ

هو الملك المنصور علي، ابن الملك الأشرف شعبان، ابن الملك الأمجد حسين، ابن الملك الناصر محمد، ابن الملك المنصور قلاون، وهو الثالث والعشرون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية. بويع بالسلطنة عند ما حضر أمير المؤمنين المتوكل على الله من العقبة فبايعه بالسلطنة، ولبس خلعة السلطنة وجلس على سرير الملك، وجميع الأمراء قبلوا له الأرض، وتلقب بالملك المنصور، ونودى باسمه في القاهرة، وضج له الناس بالدعاء، فلبس خلعة السلطنة من باب الستارة، وركب لابسا شعار الملك والأمراء مشاة بين يديه، والقبة والطير على رأسه، حتى وصل إلى الايوان وجلس على سرير الملك ساعة، ثم دخل إلى القصر الكبير ومد السماط في القصر وجلس عليه وهو لابس شعار الملك - وكانت هذه عادة قديمة أن السلطان يوم يتولى يمد في القصر سماطا ويجلس عليه وهو بشعار الملك - فلما فرغ من الأكل خلع على المقر السيفي أقتمر الصاحبي الشهير بالحنبلي واستقر به نائب السلطنة بالديار المصرية عوضا عن الأمير أقتمر عبد الغني، وخلع على المقر السيفي طشتمر المحمدي الشهير باللفاف واستقر به أتابك العساكر بمصر، وكان طشتمر المحمدي هذا أمير عشرة فبقى أتابك العساكر في يوم واحد عوضا عن الأتابكي أرغون شاه الأشرفي، وأنعم عليه ببركه ومماليكه، وكان ذلك في يوم الأحد سادس ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، وكان السلطان الملك المنصور له من العمر يومئذ نحو سبع سنين وأشهر.

فلما كان يوم الاثنين سابعه، عمل السلطان الموكب، وخلع على من يذكر من الأمراء وهم: الأمير قرطاي الطازي، واستقر به رأس نوبة النوب، ورسم له ببرك الأمير

<<  <  ج: ص:  >  >>