للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- الملك الناصر أبو المحاسن

هو الملك الناصر أبو المحاسن حسن، ابن الملك الناصر محمد، ابن الملك المنصور قلاون، وهو التاسع عشر من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو السابع من أولاد الملك الناصر محمد ابن قلاون.

بويع بعد قتل أخيه حاجى، فتولى الملك وله من العمر ثلاث عشرة سنة. وكان مولده في سنة ست وثلاثين وسبعمائة، تسلطن في يوم الثلاثاء في رابع عشر شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.

قيل لما أخرجوه من دور الحرم جلس على باب الستارة وأحضروا له خلعة السلطنة، وكان اسمه أولا "سيدي قمارى" لحسنه. فلما أرادوا أن يسلطنوه قال للأمراء: "أنا لا أسمى إلا بسيدي حسن". فقال الأمراء: "على بركة الله تعالى". فألبسوه خلعة السلطنة، وأركبوه من باب الستارة - والأمراء مشاة بين يديه - إلى أن وصل إلى الايوان، وجلس على سرير الملك، ودقت له الكؤسات، ونودى باسمه في القاهرة، وضج له الناس بالدعاء، وفرح كل أحد من الناس بولايته.

فلما كان يوم الاثنين عمل الموكب، وخلع على الأمير يلبغا أروس واستقر به نائب السلطنة عوضا عن الأمير أرقطاي، ثم خلع على الأمير أرقطاي واستقر به نائب حلب، ثم خلع على الأمير أرغون شاه واستقر به نائب الشام، وخلع على الأمير منجك اليوسفي واستقر به وزيرا واستادارا بالديار المصرية، وخلع على جماعة كثيرة من أرباب الوظائف من الأمراء والمتعممين وغير ذلك.

ثم فرق الإقطاعات على المماليك السلطانية وأرضاهم بكل ما يمكن. ثم عينوا الأمير استبغا المحمودي السلحدار بأن يتوجه ببشارة ولاية السلطان إلى دمشق، فأخذ في أسباب السفر إلى دمشق. وفيه يقول ابن أبي حجلة:

غدا سلطاننا ملك البرايا … رعاه الله يعدل في الرعايا

حواصل عدل والده حواها … وأخرج من زواياها الخبايا

فمهلا في التمادي والأيادي … فقد حزت النهاية في العطايا

<<  <  ج: ص:  >  >>