للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت مدة سلطنته كلها شرور وفتن مع قصرها، وآخر الأمر هرب واختفى، واستمر مختفيا حتى ظهر وقبض عليه، وقطعت رأسه، كما سيأتي الكلام على ذلك في موضعه، وآل الأمر إلى أن خلع من السلطنة، وتسلطن بعده قانصوه الغوري كما سنذكره في محله.

- الملك الأشرف

هو الملك الأشرف أبو النصر قانصوه بن بيبردي الغوري الأشرفي. وهو السادس والأربعون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو العشرون من ملوك الجراكسة وأولادهم في العدد. وقد قلت في ذلك ابتداء:

أصفى التاريخ حكى … بسجعه الشحروري

فاق التواريخ بما … أوردته للغوري

وكان أصله جركسي الجنس من مماليك الأشرف قايتباي وأعتقه فهو من معاتيقه، ثم أخرج له خيلا وقماشا، وصار من جملة المماليك الجمدارية، ثم بقي خاصكيا، ثم قرر في كشف الوجه القبلي سنة ست وثمانين وثمانمائة بواسطة الأمير قانصوه خمسمائة، ثم أنعم عليه الأشرف قايتباي بامرة عشرة في سنة تسع وثمانين وثمانمائة، وخرج في بعض التجاريد إلى البلاد الحلبية، ثم قرر في نيابة طرسوس. ثم أنه عاد إلى حلب وقرر في حجوبيتها عوضا عن باكير بن صالح الكردي وذلك في سنة أربع وتسعين وثمانمائة، ثم بقي نائب ملطية بعد حجوبية الحجاب بحلب … وكل ذلك في دولة الأشرف الملك الناصر محمد بن قايتباي، وأنعم عليه بتقدمة ألف، ثم بقي رأس نوبة النوب في دولة الملك الظاهر قانصوه خال الملك الناصر، وذلك في ثالث ذي القعدة سنة خمس وتسعمائة، وسافر إلى الشام صحبة الأمير طومان باي لما خرج إلى محاربة قصروه نائب الشام لما أظهر العصيان علي الأشرف جان بلاط. فلما تسلطن طومان باي بالشام ورجع إلى القاهرة وهو سلطان، خلع عليه وقرره في الدوادارية الكبرى والوزارة والاستادارية عوضا عن نفسه، فاستمر على ذلك حتى وثب العسكر على العادل في سلخ شهر رمضان سنة ست وتسعمائة، واختفى في ليلة عيد الفطر بعد العشاء.

فلما أصبح ذلك اليوم، وأشيع هروب العادل ركب الأمير قيت الرحبي أمير سلاح، وقانصوه الغوري أمير دودار كبير، وطراباي، وقاني باي قرا أمير آخور كبير، ومصر باي، وأصطمر، وأنس باي، وبيبردي الفهلوان، وطقطباي، وماماي جوشن، وخاير بك - أخو قانصوه البرجي - وآخرون من الأمراء المقدمين. ثم ظهر خشكلدي البيسقي، وكان مختفيا من العادل لما أراد القبض عليه. فلما تكاملوا اجتمعوا ببيت قانصوه خمسمائة الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>