العشراوات. وتوفي جاهين التاجي دوادار جانم نائب الشام وكان لا بأس به. وتوفي في أواخر السنة المذكورة جماعة كثيرة من الأعيان لم نذكرهم خوف الإطالة.
[سنة سبع وثمانين وثمانمائة (١٤٨٢ م)]
فيها، في المحرم، جاءت الأخبار بموت جكم قرا العلائي الطاهري، نائب ثغر الإسكندرية، وكان لا بأس به.
وفيه قدم الحاج إلى القاهرة، وحضر الجمجمة ابن عثمان صحبة الشهابي أحمد بن الجمالي يوسف، ناظر الخاص أمير ركب الأول، فأنعم عليه السلطان بأشياء كثيرة.
وفيه أفرج السلطان عن أمير ركب محمل العراق، والقاضي الذي كان معه، وكانا بالبرج الذي بالقلعة من أيام حسن الطويل، وقد تقدم بسبب ذلك.
وفيه قلق جمجمة من إقامته بمصر، وطلب التوجه إلى بلاده ليحارب أخاه، فجمع السلطان الأمراء واستشارهم في ذلك، ثم أحضر الجمجمة وتكلم مع الأمراء بكلام كثير، فأغلظ عليه الأتابكي أزبك في القول، وهو لا ينتهي عن السفر إلى بلاده. فطال الكلام بينه وبين الأمراء في ذلك ثم انفض المجلس وقد أذن له السلطان بالسفر إلى بلاده على كره منه. وكان ذلك عين الخطأ، وجرى بسبب ذلك أمور يطول شرحها، وسنذكر ذلك في موضعه.
*****
وفي صفر خلع السلطان على شخص من الأراذل يقال له محمد بن العظمة، وكان صنعته فراس، ثم سعى له عند السلطان وسائط السوء بأن يقرره في نظر الأوقاف، فخلع عليه بذلك. فلما استقر في الوظيفة حصل على الناس منه غاية الضرر الشامل، والتزم بمال يورده في كل شهر له صورة. فصار يرسل خلف الناس من رجال ونساء ويرسم عليهم بسبب الأوقاف، ويحاسبهم على الماضي والمستقبل، ويأخذ منهم جملة مال، وصار بابه أنحس من باب الوالي، والتف عليه جماعة من المناحيس، وصاروا يفرعون له الأذى تفريعا وكان ذلك في صحيفة قايتباي، ﵀، الذي فرب مثل هذا وسلطه على الناس، فكان كما قيل:
لبابك بواب عن الخير مانع … يضم لقبح الوجه سوى خطابه